responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 376


والأنس ، فقال : وفقك الله يا أمير المؤمنين ! وعزم لك على الرشد في أمورك كلها ! قال الرشيد قد زوجتكها تزويجا تملك به مجالستها والنظر إليها والاجتماع بها في مجلس أنا معكما فيه لا سوى ذلك ، فزوجه الرشيد بعد امتناع كان من جعفر إليه في ذلك ، وأشهد له من حضره من خدمه وخاصة مواليه ، وأخذ الرشيد عليه عهد الله ومواثيقه وغليظ أيمانه أنه لا يخلو بها ، ولا يجلس معها ، ولا يظله وإياها سَقْفُ بيتٍ إلا وأمير المؤمنين الرشيد ثالثهما ؟ فحلف له جعفر على ذلك ، ورضي به وألزمه نفسه ، وكانوا يجتمعون على هذه الحالة التي وصفناها وجعفر في ذلك صارف بصره عنها ، مزور بوجهه هيبة لأمير المؤمنين ، ووفاء بعهده وأيمانه ومواثيقه على ما وافقه الرشيد عليه وعَلِقَتْه العباسية ، وأضمرت الاحتيال عليه وكتبت إليه رقعة ، فردَّ رسولها وشتمه وتهدَّده ، وعادت فعاد بمثل ذلك ، فلما استحكم اليأس عليها [1] قصدت لأمه ، ولم تكن بالحازمة ، فاستمالتها بالهدايا من نفيس الجواهر والألطاف ، وما أشبه ذلك من كثرة المال وألطاف الملوك ، حتى إذا ظنت أنها لها في الطاعة كالأَمة ، وفي النصيحة والإشفاق كالوالدة ، ألقت إليها طرفا من الأمر الذي تريده ، وأعلمتها ما لها في ذلك من حميد العاقبة ، وما لابنها من الفخر والشرف بمصاهرة أمير المؤمنين ، وأوهمتها أن هذا الأمر إذا وقع كان به أمان لها ولولدها من زوال النعمة وسقوط مرتبته ، فاستجابت لها أم جعفر ، ووعدتها بإعمال الحيلة في ذلك ، وانها تلطف لها حتى تجمع بينهما ، فأقبلت على جعفر يوماً فقالت له : يا بني ، قد وُصفت لي وصيفة في بعض القصور من تربية الملوك قد بلغت من الأدب والمعرفة والظَّرْفِ والحلاوة مع الجمال الرائع والقَدِّ البارع والخصال المحمودة ما لم ير مثله ، وقد عزمت على اشترائها لك ، وقد قرب الأمر بيني وبين مالكها ، فاستقبل جعفر كلامها بالقبول ، وعَلَّقت بذلك قلبه ، وتطلعت



[1] في نسخة : فلما استحكم يأسها منه .

376

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست