نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 34
< فهرس الموضوعات > متطبب في عهد الرشيد < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > من أخلاق العامة < / فهرس الموضوعات > < شعر > كذبوا والله ما نعلمه يحرز الميراث إلا من قرب < / شعر > متطبب في عهد الرشيد : وقد كان ببغداد رجل في أيام هرون الرشيد متطبب ، يطبب العامة بصفاته ، وكان دهرياً يظهر أنه من أهل السنة والجماعة ويلعن أهل البدع ، ويعرف بالسني ، تنقاد إليه العامة ، فكان يجتمع إليه في كل يوم بقوارير الماء خلق من الناس ، فإذا اجتمعوا وثب قائماً على قدميه فقال لهم : معاشر المسلمين ، قلتم لا ضار ولا نافع إلا الله فلأي شيء مصيركم إلى تسألونني عن مضاركم ومنافعكم ؟ الجأوا إلى ربكم وتوكلوا على بارئكم حتى يكون فعلكم مثل قولكم ، فيقبل بعضهم على بعض فيقولون : إي والله قد صدقنا ، فكم من مريض لم يعالج حتى مات ، ومنهم من كان يتركه حتى يسكن ثم يريه الماء فيصف له الدواء ، فيقول : إيمانُكَ ضعيف ، ولو لا ذلك لتوكلت على الله كما أمرضك فهو يبرئك ، فكان يقتل بقوله هذا خلقاً كثيراً لتزهيده إياهم في معالجة مرضاهم . من اخلاق العامة : ومن أخلاق العامة أن يسودوا غير السيد ، ويفضلوا غير الفاضل ، ويقولوا بعلم غير العالم ، وهم أتباع من سَبَقَ إليهم من غير تمييز بين الفاضل والمفضول ، والفضل والنقصان ، ولا معرفة للحق من الباطل عندهم ، ثم انظر هل ترى إذا اعتبرت ما ذكرنا ونظرت في مجالس العلماء هل تشاهدها إلا مشحونة بالخاصة من أولي التمييز والمروءة والحجا ، وتفقد العامة في احتشادها وجموعها ، فلا تراهم الدهر إلا مُرْقِلين إلى قائد دب ، وضارب بدف على سياسة قرد ، أو متشوقين إلى اللهو واللعب ، أو مختلفين إلى مشعبذ متنمس ممخرق ، أو مستمعين إلى قاصّ كذاب ، أو مجتمعين حول مضروب ، أو وقوفاً عند مصلوب : يُنْعَق بهم فيتبعون ، ويصاح بهم فلا يرتدعون ، لا ينكرون منكراً ، ولا يعرفون معروفاً ، ولا يبالون أن يلحقوا
34
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 34