responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 35


البارَّ بالفاجر ، والمؤمن بالكافر ، وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم حيث يقول : « الناس اثنان : عالم ، ومتعلم ، وما عدا ذلك هَمَجٌ رعاع لا يعبأ الله بهم » وكذلك ذكر عن علي وقد سئل عن العامة فقال : همج رَعَاع أتباع كل ناعق ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ، وأجمع الناس في تسميتهم على أنهم غَوْغَاء ، وهم الذين إذا اجتمعوا غلبوا ، وإذا تفرقوا لم يعرفوا ، ثم تدبر تفرقهم في أحوالهم ومذاهبهم ، فانظر إلى إجماع مَلَئِهِمْ ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام يدعو الخلق إلى الله اثنتين وعشرين سنة وهو ينزل عليه الوحي ويمليه على أصحابه فيكتبونه ويدونونه ويلتقطونه لفظة لفظة ، وكان معاوية في هذه المدة بحيث علم الله ، ثم كتب له صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهور ، فأشادوا بذكره ، ورفعوا من منزلته : بأن جعلوه كاتباً للوحي ، وعَظَّموه بهذه الكلمة ، وأضافوه إليها ، وسلبوها عن غيره ، وأسقطوا ذكر سواه ، وأصل ذلك العادة والإلْفُ ، وما ولدوا عليه ، وما نشئوا فيه ، فألفوا وقت التحصيل والبلوغ ، وقد عملت العادة عملها ، وبلغت مبالغها ، وفي العادة قالت الشعراء وتكلم أهل الدراية والأدباء ، قال الشاعر :
< شعر > لا تُهنّي بعد إذ أكرمتني فشديدٌ عادةٌ منتزعه < / شعر > وقال آخر معاتباً لصاحبه :
< شعر > ولكنْ فِطَامُ النفس أثقَلُ محملًا من الصخرة الصماء حين ترومها < / شعر > وقد قالت حكماء العرب : العادة أملك بالأرب ، وقالت حكماء العجم : العادة هي الطبيعة الثانية ، وقد صنف أبو عقال الكاتب

35

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست