نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 311
< شعر > إنَّ من يُطْعِمُ الرثيثة بالزيت وخُبْزَ الشعير بالكُرَّاث لحقيقٌ بِصَفْعَةٍ أو بثنتين لسوء الصنيع أو بثلاث < / شعر > فقال المهدي : بئس والله ما قالت ، ولكن أحسن من ذلك : < شعر > لحقيقٌ ببدرة أو بثنتين لحسن الصنيع أو بثلاث < / شعر > ووافى العسكر ، ولحقته الخزائن والخدم والموكب ، فأمر لصاحب المبقلة بثلاث بدر دراهم . ومرة اخرى يجوع المهدي في طريقه للصيد : قال : وعار [1] به فرسه مرة أخرى ، وقد خرج للصيد ، فدفع إلى خباء أعرابي وهو جائع ، فقال : يا أعرابي هل عندك قرًى فإني ضيفك ؟ قال : أراك طريراً جسيماً عميما ، فان احتملت الموجود قربنا لك ما يحضرنا ، قال : هات ما عندك فأخرج له خبز ملة ، فأكلها ، وقال : طيبة ، هات ما عندك فاخرج اليه لبناً في كرش فسقاه ، فشرب ، وقال : طيب ، هات ما عندك فأخرج له فضلة نبيذ في ركوة ، فشرب الأعرابي واحداً وسقاه ، فلما شرب قال المهدي : أتدري من أنا ؟ قال : لا والله ، قال : أنا من خدم الخاصة ، قال : بارك الله في موضعك وحباك من كنت ، ثم شرب الأعرابي قدحاً وسقاه ، فلما شرب قال له : يا أعرابي أتدري من انا ؟ قال : نعم ذكرت أنك من خدم الخاصة ، قال : لست كذلك ، قال : فمن أنت ؟ قال : أنا أحد قوَّاد المهدي ، قال : رحُبت دارك ، وطاب مزارك ، ثم شرب الأعرابي قدحاً وسقاه ، فلما شرب الثالث قال : يا أعرابي ، أتدري من أنا ؟ قال : نعم ، زعمت انك أحد قواد المهدي ، قال : فلست كذلك قال : فمن أنت ؟ قال : أمير المؤمنين بنفسه ، فأخذ الأعرابي ركوته فوكاها ، فقال له المهدي : اسقنا ، قال : لا والله لا تشرب منها جرعة فما فوقها ، قال : ولم ؟ قال : سقيتك قدحاً [2] فزعمت انك
[1] في نسخة : وغاربه . [2] في نسخة : سقيتك واحدا .
311
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 311