نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 293
< فهرس الموضوعات > خطبة المنصور بعد قتل أبي مسلم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الخرمية الفرقة التي تتولى أبا مسلم < / فهرس الموضوعات > ودعا المنصور بنصر بن مالك ، وكان على شرطة أبي مسلم ، فقال : استشارك أبو مسلم بالمسير إلى فنهيته ؟ قال : نعم ، قال : ولمَ ؟ قال : سمعت أخاك إبراهيم الإمام يحدّث عن أبيه قال : لا يزال المرء يزداد في عقله إذا ما محَضَ النصيحة لمن شاوره ، فكنْتُ له كذلك ، وأنا الآن لك كذلك . واضطرب أصحاب أبي مسلم ففرقت فيهم الأموال ، وعلموا بقتله ، فأمسكوا رَغْبةً ورَهْبَةً . خطبة المنصور بعد قتل أبي مسلم : وخطب المنصور الناسَ بعد قتله أبا مسلم فقال : أيها الناس ، لا تخرجوا عن أنس الطاعة إلى وَحْشة المعصية ، ولا تُسِرُّوا غش الأئمة ، فإن من أسرَّ غشَّ إمامه أظهر الله سريرته في فلتات لسانه ، وسقطات أفعاله ، وأبداها الله لإمامه الذي بادر بإعزاز دينه به ، وإعلاء حقه بفلجه ، إنا لم نبْخَسكم حقوقكم ، ولم نبخس الدين حقه عليكم ، إن من نازعنا عروة هذا القميص أوطأناه ما في هذا الغمد ، وإن أبا مسلم بايعنا وبايع لنا على أنه من نكث بيعتنا فقد أباح لنا دمه ، ثم نكث بيعته هو ، فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا ، ولم تمنعنا رعاية الحق له من إقامة الحق عليه . الخرمية الفرقة التي تتولي أبا مسلم : ولما نمي قتل أبي مسلم الى خُراسان وغيرها من الجبال اضطربت الخرمية ، وهي الطائفة التي تدعى بالسلمية القائلون بأبي مسلم وإمامته ، وقد تنازعوا في ذلك بعد وفاته : فمنهم من رأى أنه لم يمت ولن يموت حتى يظهر فيملأ الأرض عدلًا ، وفرقة قطعت بموته وقالت بإمامة ابنته فاطمة ، وهؤلاء يدعون الفاطمية ، وأكثر الخرمية في هذا الوقت - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - الكردكية واللودشاهية [1]