responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 292


ابن العباس ؟ لقد ارتقيْتَ لا أمَّ لك مُرتقىً صعباً ، فأخذ أبو مسلم بيده يعركها ويقبلها ويعتذر إليه ، فقال المنصور وهو آخر ما كلمه به : قتلني الله إن لم أقتلك ، وذكر له قتله لسليمان بن كثير ، ثم صفق بإحدى يديه على الأخرى ، فخرج إليه القوم ، فبدره عثمان بن نهيك فضربه ضربة خفيفة بالسيف قطعت نجاد سيف أبي مسلم ، وضربه شبيب بن رواح فقطع رجله ، واعتورته السيوف ، فخلطت أجزاؤه ، وأتوا عليه ، والمنصور يصيح :
اضربوا قطع الله أيديكم ، وقد كان أبو مسلم عند أول ضربة قال : استبقني يا أمير المؤمنين لعدوك ، قال : لا أبقاني الله أبداً إن أبقيتك ! وأي عدو أعْدى لي منك ؟
وكان قتله في شعبان من سنة ست وثلاثين ومائة ، وفيها كانت بيعة المنصور وهزيمة عبد الله بن علي وادرج ابو مسلم في بساط .
ودخل عيسى بن موسى فقال : يا أمير المؤمنين ، اين أبو مسلم ؟ فقال :
قد كان ههنا آنفاً ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قد عرفت طاعته ونصيحته ، ورأى إبراهيم الإمام فيه ، فقال له المنصور : يا أنوَك خلق الله ، ما أعلم في الأرض عدواً أعدى لك منه ، وها هو ذاك في البساط ، فقال عيسى : إنا لله وإنا اليه راجعون .
ودخل عليه جعفر بن حنظلة فقال له المنصور : ما تقول في أمر أبي مسلم ؟
فقال : يا امير المؤمنين ، إن كنت أخذت من رأسه شعرة فاقتل ثم اقتل ثم اقتل ، فقال المنصور : وفقك الله ! ها هو في البساط ، فلما نظر اليه قتيلًا قال : يا أمير المؤمنين ، عُدَّ هذا اليوم أول خلافتك ، وقد كان السفاح هم بقتله برأي المنصور ثم رجع عن قتله ، وأقبل المنصور على من حضره وابو مسلم بين يديه طريحاً فقال :
< شعر > زعمت ان الدَّين لا ينقضي فاستوف بالكيل أبا مجرم اشرب بكأس كنت تسقي بها أمرَّ في الحلق من العلقم < / شعر >

292

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست