responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 291


الأمر لم يبلغ عند خليفتك ما تكره ، ولا أرى أن تنصرف على هذه الحال ، فأراد أن يجيب الى الرجوع ، فقال له مالك بن الهيثم : لا تفعل ، فقال لمالك : ويلك ! لقد بليت بإبليس وما بليت بمثل هذا قط ، يعني الجريري ، فلم يزل به حتى أقبل به على المنصور ، وكان أبو مسلم يجد خبره في الكتب السالفة ونعته وأنه يقتل بالروم ، وكان يكثر من قول ذلك ، وأنه يقتل بالروم على حسب ما وجد في الملاحم وأنه يميت دولة ويحيي أخرى ، فلما دخل على المنصور وقد تلقاه الناس رَحَّبَ به وعانقه وقال له : كدت ان تمضي قبل أن أقضي عليك بما أريد ، قال : فقد أتيت يا أمير المؤمنين فأمر بأمرك ، فأمره بالانصراف الى منزله ، وانتظر فيه الفرص والغوائل ، فركب أبو مسلم الى المنصور مراراً وهو لا يظهر له شيئاً ، ثم ركب وقد أظهر له التجنِّيَ ، فسار أبو مسلم الى عيسى بن موسى ، وكان له فيه رأي جميل ، فسأله الركوب معه الى المنصور ليعذله بحضرته ، فأمره أن يتقدمه الى المنصور فإنه بالأثر ، فتقدم أبو مسلم الى مَضْرب المنصور ، وهو على دجلة برومية المدائن ، فدخل وجلس تحت الشراع ، وقيل الرواق ، فأخبر ان المنصور يتوضأ للصلاة ، وكان المنصور قد تقدم الى صاحب حَرَسه عثمان بن نهيك ، في عدة فيهم شبيب بن رواح المروروذي وأبو حنيفة حَرْب بن قيس ، وأمرهم أن يقوموا خلف السرير الذي كان وراء أبي مسلم وأمرهم أنه إذا عاتبه وظهر صوته لا يظهروا ، فإذا صفق بيد على يد فليظهروا ، وليضربوا عنقه وما أدركوا منه بسيوفهم ، وجلس المنصور ، فقام أبو مسلم من موضعه ودخل فسلم عليه ، فردّ عليه ، وأذن له بالجلوس ، وحادثه ساعة ، ثم أقبل يعاتبه ويقول : فعلت وفعلت ، فقال أبو مسلم : ليس يقال هذا لي بعد بلائي وما كان مني ، فقال له : يا ابن الخبيثة وإنما فعلت ذلك بجدِّنا وحظوظنا ولو كان مكانك أمة سوداء لأجْزَتْ ، ألست الكاتب إليّ تبدأ بنفسك والكاتب إليّ تخطب آسية بنت علي وتزعم انك ابن سليط بن عبد الله

291

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست