نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 290
< شعر > سأجعل نفسي منك حيث جعلتها وللدهر أيام لهن عواقب < / شعر > ثم بعث إليه بأبي مسلم ، فكانت له معه حروب كثيرة ببلاد نصيبين في الموضع المعروف بدير الأعور ، وصبر الفريقان جميعاً شهوراً على حربها ، واحتفروا الخنادق ، ثم انهزم عبد الله بن علي فيمن كان معه ، وسار في نفر من خواصه الى البصرة ، وعليها أخوه سليمان بن علي عم المنصور ، فظفر أبو مسلم بما كان في عسكر عبد الله ، فبعث إليه المنصور بيقطين بن موسى لقبض الخزائن ، فلما دخل يقطين على أبي مسلم قال : السلام عليك أيها الأمير ، قال : لا سَلَّم الله عليك يا ابن اللخْناء ! أؤتمن على الدماء ولا أؤتمن على الأموال ؟ فقال : له ما أبدى هذا منك أيها الأمير ؟ قال : أرسلك صاحبك لقبض ما في يديَّ من الخزائن ، فقال له : امرأته طالق ثلاثا إن كان أمير المؤمنين وَجَّهني إليك لغير تهنئتك بالظفر ، فاعتنقه أبو مسلم ، وأجلسه إلى جانبه ، فلما انصرف قال لأصحابه : والله إني لأعلم أنه قد طلق زوجته ثلاثاً ، ولكنه وَفَّى لصاحبه . خلاف أبي مسلم للمنصور وقتله : وسار أبو مسلم من الجزيرة وقد أجمع على خلاف المنصور ، واجتاز على طريق خراسان متنكباً للعراق يريد خراسان ، وسار المنصور من الأنبار يريد المدائن ، فنزل برومية المدائن التي بناها كسرى ، وقد قدمنا ذكرها فيما سلف من هذا الكتاب ، وكتب الى أبي مسلم : إني قد أردت مذاكرتك بأشياء لم يحتملها الكتاب ، فأقبل فإن مُقامَك عندنا قليل ، فقرأ الكتاب ومضى على حاله ، فسرح إليه المنصور جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البَجَليّ ، وكان واحد أهل زمانه ، وداهية عصره ، وكانت المعرفة بينه وبين أبي مسلم قديمة بخراسان ، فأتاه فقال : أيها الأمير ، ضربت الناس عن عرضٍ لأهل هذا البيت ، ثم تنصرف على هذه الحالة ؟ ما آمَنُ أن يعيبك من هنا لك ومن ههنا ، وأن يقال : طلب بثأر قوم ثم نقض بيعتهم ، فيخالفك من تأمن مخالفته إياك ، وان
290
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 290