نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 271
وهي خَطْرة من خطرات الشيطان ، وغفلة من غفلات الإنسان ، فقالا له : فينبغي يا امير المؤمنين ان تحترس منه ، فإنا لا نأمنه عليك ، فقال : كلا إني لآمنه في ليلي ونهاري وسري وجهري ووحدتي وجماعتي ، فلما اتصل هذا القول من أبي العباس بأبي مسلم أكبره وأعظمه ، وخاف من ناحية أبي سلمة أن يقصده بمكروه ، فوجَّه جماعة من ثقات اصحابه في إعمال الحيلة في قتل أبي سلمة ، وقد كان ابو العباس يأنس بأبي سلمة ويسمر عنده ، وكان ابو سلمة فكهاً ممتعاً أديباً عالماً بالسياسة والتدبير ، فيقال : إن أبا سلمة انصرف ليلة من عند السفاح من مدينته بالأنبار ، وليس معه احد ، فوثب عليه اصحاب أبي مسلم فقتلوه ، فلما اتصل خبره بالسفاح أنشأ يقول : < شعر > الى النار فليذهب ، ومن كان مثله على أي شيء فاتنا منه نأسف < / شعر > وكان ابو مسلم يقال له : أمين آل محمد ، وابو سلمة حفص بن سليمان يدعى وزير آل محمد ، فلما قتل غيلة على ما ذكرنا قال في ذلك الشاعر من ابيات : < شعر > إن المساءَة قد تسرُّ ، وربما كان السرور بما كرهت جديرا إن الوزير وزير آل محمد أوْدى ، فمن يشناك كان وزيرا < / شعر > وقد أتينا على خبر مقتله وكيفية امره في الكتاب الأوسط . مسامرات السفاح : وكان السفاح يعجبه المحادثة ، ومفاخرات العرب من نزار واليمن ، والمذاكرة بذلك ، ولخالد بن صفوان ولغيره من قحطان اخبار حسان ، ومفاخرات ومذاكرات ومنادمات ومسامرات مع أبي العباس السفاح قد أتينا على مبسوطها وما اخترناه من غررها في كتابينا « اخبار الزمان » والأوسط ، فأغنى ذلك عن ذكرها . ومما ذكر من اخباره واستفاض من اسماره ، ما ذكره البهلول بن العباس عن الهيثم بن عدي الطائي ، عن يزيد الرقاشي ، قال : كان السفاح يعجبه
271
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 271