نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 270
وأحسن ما قيل في هذا المعنى قول إبراهيم بن العباس : < شعر > إن الزمان وما ترَيْنَ بمفْرقي صَرَفَ الغواية فانصرفت كريما وضجرت إلا من لقاء محدث حسن الحديث يزيدني تعليما < / شعر > وقد ذكر بعض المحدثين من أهل الأدب أن من الأدب عَدَمَ إطالة الحديث من النديم ، وأن أحلى الحديث وأحسنه موقعاً موقعاً ان تجتنب منه الأحاديث الطِّوَال ذات المعاني المغلغلة والألفاظ الحشوية التي ينقضي باقتصاصها زمان المجلس ، وتتعلق بها النفوس ، وتحتسى على أواخرها الكؤوس ، فإن ذلك بمجالس القُصَّاص ، اشبه منه بمجالس الخواص . وقد ذكر هذا المعنى فأجاد فيه عبد الله بن المعتز با لله ، ووصف ذلك من اصحاب الشراب على المعاقرة ، فقال : < شعر > بين أقْدَاحهم حديثٌ قصير هو سحرٌ ، وما عداه كلام وكأن السُّقاةَ بين الندامى ألِفَاتٌ بين السطور قيام < / شعر > وهذه طريقة من ذهب في هذا المعنى الى استماع الملح . أول وزير في الدولة العباسية : وكان أول من وقع عليه اسم الوزارة في دولة بني العباس ابو سَلمة حفص بن سليمان الخلَّال الهمداني ، مولى لسبيع ، وكان في نفس أبي العباس منه شيء ، لأنه كان حاول في رد الأمر عنهم الى غيرهم ، فكتب أبو مسلم الى السفاح يشير عليه بقتله ، ويقول له : قد أحل الله لك دمه ، لأنه قد نكث وغير وبدل ، فقال السفاح : ما كنت لأفتتح دولتي بقتل رجل من شيعتي ، لا سيما مثل أبي سلمة ، وهو صاحب هذه الدعوة ، وقد عرض نفسه ، وبذل مهجته ، وانفق ماله ، وناصح إمامه ، وجاهد عدوه ، وكلمه ابو جعفر اخوه وداود بن علي عمه في ذلك ، وقد كان ابو مسلم كتب إليهما يسألهما ان يشيرا على السفاح بقتله . فقال ابو العباس : ما كنت لأفسد كثير إحسانه ، وعظيم بلائه وصالح أيامه بزلَّةٍ كانت منه ،
270
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 270