مسامرة الرجال ، وإني سمرت عنده ذات ليلة ، فقال : يا يزيد ، اخبرني بأظرف [1] ما سمعته من الأحاديث ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، وإن كان في بني هاشم ؟ قال : ذلك أعجب إليَّ ، قلت : يا امير المؤمنين ، نزل رجل من تنُوخَ بحي من بني عامر بن صَعْصَعَة ، فجعل لا يحط شيئاً من متاعه إلا تمثل بهذا البيت :
< شعر > لعمرك ما تبْلى سرائر عامرٍ من اللؤم ما دامت عليها جلودها < / شعر > فخرجت اليه جارية من الحي ، فحادثته وآنسته ، وسألته حتى انس بها ، ثم قالت : ممن أنت مُتِّعْتُ بك ؟ ! قال : رجل من بني تميم ، فقالت :
أتعرف الذي يقول :
< شعر > تميم بُطْرق اللؤم اهْدى من القطا ولو سلكت سُبْلَ المكارم ضلت ولو ان برغوثاً على ظهر قمْلة يكر على جمعي تميم لولَّتِ ذبحنا فسمينا فتم ذبيحنا وما ذبحت يوماً تميم فسمت أرى الليل يَجْلوه النهار ، ولا أرى عظام المخازي عن تميم تجلت < / شعر > فقال : لا والله ما أنا منهم ، قالت : فممن أنت ؟ قال : رجل من عِجْلٍ ، قالت : أتعرف الذي يقول :
< شعر > أرى الناسَ يُعْطُونَ الجزيل ، وإنما عطاء بني عجل ثلاثٌ وأربعُ إذا مات عجليُّ بأرض فإنما يشق له منها ذراع وإصبع < / شعر > قال : لا والله ما انا من عجل ، قالت : فممن أنت ؟ قال : رجل من بني يشكر ، قالت : أتعرف الذي يقول :
< شعر > إذا يشكريُّ مَسَّ ثوبك ثوبه فلا تذكرن الله حتى تَطَهَّرَا < / شعر > قال : لا والله ما انا من يشكر ، قالت : فممن أنت ؟ قال : رجل من

[1] في نسخة : بأطرب حديث سمعته .

272