نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 201
كاد أن يفنيهم ، فذكر أن آل المهلب مكثوا بعد إيقاع هلال بهم عشرين سنة يولد فيهم الذكور فلا يموت منهم أحد ، وفي مدح هلال بن أحوز وما فعَلَ يقول جرير : < شعر > أقول لها من ليلة ليس طولها كطول الليالي : ليتَ صُبْحك نَوَّرا أخاف على نفسي ابنَ أحْوَزَ ، إنه جلا كل همّ في النفوس فأسفرا جعلت بقبر بالحسان ومالك وقبر عديّ في المقابر أقبرا فلم يبق منهم راية تعرفونها ولم يبق من آل المهلب عسكرا < / شعر > وهي أبيات . بين ابن هبيرة والشعبي وابن سيرين والحسن البصري : وقد كان يزيد ابن عبد الملك - حين ولي عمر بن هبيرة الفزاري العراق ، وأضاف إليه خراسان واستقام أمره هنا لك - بعث ابن هبيرة إلى الحسن بن أبي الحسن البصري وعامر بن شرحبيل الشعبي ومحمد بن سيرين ، وذلك في سنة ثلاث ومائة ، فقال لهم : إن يزيد بن عبد الملك خليفة الله استخلفه على عباده ، وأخذ ميثاقهم بطاعته ، وأخذ عهدنا بالسمع والطاعة . وقد ولاني ما ترون ، يكتب إلي بالأمر من أمره فأنفذه ، وأقلده ما تقلَّدَه من ذلك ، فما ترون ؟ فقال ابن سيرين والشعبي قولًا فيه تقية ، فقال عمر : ما تقول يا حسن ؟ فقال الحسن : يا ابن هبيرة ، خَفِ الله في يزيد ، ولا تخف يزيد في الله ، إن الله يمنعك من يزيد ، وإن يزيد لا يمنعك من الله ، وأوشك أن يبعث إليك ملكاً فيزيلك عن سريرك ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، ثم لا ينجيك إلا عملك ، يا ابن هبيرة ، إني أحذرك أن تعصيَ الله ، فإنما جعل الله هذا السلطان ناصراً لدين الله وعباده ، فلا تتركَنَّ دين [1] الله وعباده بسلطان الله ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
[1] في نسخة : فلا تركبه دين اللَّه وعباده بسلطان اللَّه .
201
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 201