نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 200
فما هي إلا غدوة أو روحة حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الظالمين ، عليَّ بفرسي ، فأتي بفرس أبلق ، فركب غير متسلح ، فالتقى الجيشان فاقتتلوا قتالًا شديداً ، وولَّى أصحاب يزيد عنه ، فقتل يزيد في المعركة ، وصبروا إخوته أنفسهم ، فقتلوا جميعاً ، ففي ذلك يقول الشاعر : < شعر > كل القبائل بايعوك على الذي تدعو إليه طائعين وساروا حتى إذا حضر الوغى وجعلتهم نصبَ الأسنة أسلموك وطاروا إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن عاراً عليك وبعضُ قتلٍ عارُ < / شعر > فلما ورد الخبر على يزيد بن عبد الملك استبشر ، وأخذ الشعراء جميعاً يهجون آل المهلب ، إلا كثير فإنه امتنع من ذلك فقال له يزيد : حَرَّكتك الرحم يا أبا صخر ، لأنهم يمانيون ، ففي ذلك يقول جرير يمدح يزيد ، ويهجو آل المهلب : < شعر > يا رب قوم وقوم حاسدين لكم ما فيهُم بَدَلٌ منكم ولا خلفُ آل المهلَّب جَزَّ الله دابرهم أمسوا رماداً فلا أصل ولا طرف ما نالت الأزد من دعوى مضلَّهم إلا المعاصم ، والأعناق تختطف والأزد قد جعلوا المنتوف قائدهم فقتَّلتهُمْ جنود الله ، وانتُسِفوا < / شعر > وهي طويلة ، وفي ذلك يقول جرير أيضاً ليزيد من كلمة . < شعر > لقد تركت فلا نَعْدَمْكَ إذ كفروا آل المهلب عظماً غير مجبور يا ابن المهلب ، إن الناس قد علموا أن الخلافة للشُّمِّ المغاوير < / شعر > صنيع يزيد في آل المهلب : وبعث يزيد هلال بن أحوز المازني في طلب آل المهلب ، وأَمره أن لا يلقى منهم من بلغ الحلم إلا ضرب عنقه ، فأتبعهم حتى أتى قندابيل من أرض السند وأتى هلال بغلامين من آل المهلب ، فقال لأحدهما : أدركت ؟ قال : نعم ، ومد عنقه ، فكان الآخر أشفق عليه لأحدهما : أدركت ؟ قال : نعم ، ومد عنقه ، فكان الآخرة أشفق عليه فعَضَّ شفته لئلا يظهر جزعاً فضرب عنقه ، وأثخن القتل في آل المهلب حتى
200
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 200