نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 202
وحكي في هذا الخبر أن ابن هبيرة أجازهم ، وأضعف جائزة الحسن ، فقال الشعبي : سفسفنا فسفسف لنا . بين يزيد وأخيه هشام : وذكر أن يزيد بن عبد الملك بلغه أن أخاه هشام بن عبد الملك ينتقصه ، ويتمنى موته ، ويعيب عليه لهوه بالقَيْنات ، فكتب إليه يزيد : أما بعد فقد بلغني استثقالك حياتي ، واستبطاؤك موتي ، ولعمري إنك بعدي لواهي الجناح ، أجذمُ الكف ، وما استوجبت منك ما بلغني عنك ، فأجابه هشام : أما بعد ، فإن أمير المؤمنين متى فرّغَ سمعه لقول أهل الشنآن وأعداء النعم يوشك ان يقدح ذلك في فساد ذات البين ، وتقطع الأرحام ، وأمير المؤمنين بفضله وما جعله الله أهلًا له اولى أن يتغمد ذنوب أهل الذنوب ، فأما انا فمعاذ الله ان استثقل حياتك ، او استبطئ وفاتك ، فكتب إليه يزيد : نحن مغتفرون ما كان منك ، ومكذبون ما بلغنا عنك ، فاحفظ وصية عبد الملك إيانا ، وقوله لنا في ترك التباغي والتخاذل ، وما أمر به وحضّ عليه من صلاح ذات البين واجتماع الأهواء ، فهو خير لك وأملك بك ، وإني لأكتب إليك وأنا اعلم انك كما قال الأول : < شعر > وإني على أشياء منك تريبني قديماً لذو صفح على ذاك مجملُ ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتني يمينك ، فانظر أي كف تبدل وإن أنت لم تنصف أخاك وجدته على طرف الهجران إن كان يعقل < / شعر > فلما أتى الكتاب هشاما ارتحل اليه ، فلم يزل في جواره مخافة أهل البغي والسعاية [1] حتى مات يزيد . وفاة عطاء بن يسار : وممن مات في أيام يزيد بن عبد الملك عطاء بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكنى أبا محمد ، وهو ابن أربع وثمانين سنة ، وذلك في سنة ثلاث ومائة .