نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 199
حزناً شديداً [1] ، وضمَّ إليه جويرية لها كانت تحدثها فكانت تخدمه ، فتمثلت الجارية يوماً : < شعر > كفى حَزَناً للهائم الصب أن يَرَى منازل من يهوى مُعَطَّلة قَفْرَا < / شعر > فبكى حتى كاد أن يموت ، ولم تزل تلك الجويرية معه يتذكر بها حبابة حتى مات . وكان يزيد ذات يوم في مجلسه وقد غنته حبابة وسلَّامة فطرب طرباً شديداً ثم قال : أريد أن أطير ، فقالت له حَبابة : يا مولاي ، فعلى من تَدَع الأمة وتدعنا . وكان أبو حمزة الخارجي إذا ذكر بني مروان وعابهم ذكر يزيد بن عبد الملك فقال : أقْعَدَ حبابة عن يمينه وسلامة عن يساره ، ثم قال : أريد أن أطير ، فطار إلى لعنة الله وأليم عذابه . يزيد بن المهلب يخرج على يزيد بن عبد الملك : قال المسعودي : وقد كان يزيد بن المهلب بن أبي صفرة هرب من سجن عمر بن عبد العزيز ، حين أثقل وذلك في سنة إحدى ومائة ، وصار إلى البصرة وعليها عدي بن أرْطاةَ الفزاري ، فأخذه يزيد بن المهلب ، فأوثقه ثم خرج يريد الكوفة مخالفاً على يزيد بن عبد الملك ، وحشدت له الأزد ، وأحلافها ، وانحاز إليه أهله وخاصته وعظم أمره ، واشتدت شوكته ، فبعث إليه يزيد أخاه مَسْلمة بن عبد الملك وابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك ، في جيش عظيم ، فلما شارفاه رأى يزيد بن المهلب في عسكره اضطراباً فقال : ما هذا الاضطراب ؟ قيل : جاء مَسْلمة والعباس ، قال : فو الله ما مَسْلمة إلا جرادة صفراء ، وما العباس إلا نسطوس بن نسطوس ، وما أهل الشام إلا طَغام قد حشدوا ما بين فلاح وزراع ودباغ وسفلة ، فأعيروني أكفكم ساعة واحدة تصفعون بها خراطيمهم ،