نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 156
ذلك لك ، قال : ولم ؟ قال : لأن الله يقول في كتابه العزيز : ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرْبَ الرقاب ، حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق ، فإما مناً بعد وإما فداء ، حتى تضع الحرب أوزارها ) وأنت قد قتلت فأثخنت ، وأسرت فأوثقت ، فإما أن تمن علينا أو تفدينا عشائرنا ، فقال له الحجاج : أكفرت ؟ قال : نعم ، وغيرتُ وبدلتُ ، قال : خلوا سبيله . ثم أتي برجل من ثقيف فقال له الحجاج : أكفرت ؟ قال : نعم ، قال له الحجاج : لكن هذا الذي خلْفك لم يكفر ، وخلْفه رجل من السَّكون ، فقال السَّكُوني : أعن نفسي تخادعني ؟ بلى والله ولو كان شيء أشد من الكفر لبؤت به ، فخلَّى سبيلهما . فهذه جمل من أخبار عبد الملك والحجاج ، وقد أتينا على مبسوط هذه الأخبار مما لم نورده في هذا الكتاب في كتابينا « أخبار الزمان » و « الأوسط » التالي له الذي كتابُنا هذا تاليه ، وسنورد فيما يرد من هذا الكتاب من أخبار الحجاج لمعاً ، على حسب ما قدمنا من الشرط فيما سَلف من هذا الكتاب ، وبا لله العون والقوة . ذكر أيام الوليد بن عبد الملك موجز : وبويع الوليد بن عبد الملك بدمشق في اليوم الذي توفى فيه عبد الملك ، وتوفى الوليد بدمشق للنصف من جمادى الآخرة من سنة ست وتسعين ، فكانت ولايته تسع سنين وثمانية اشهر وليلتين ، وهلك وهو ابن ثلاث وأربعين سنة [1] ، وكان يكنى بأبي العباس .