نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 112
وحمد سيرته ، وقال : لا بل لأمر لا يمكنني ذكره حتى تخلو ، فقال عبد الملك لجلسائه : انصرفوا ، وخلا بروح ، فأخبره بقصته وأنشده الأبيات ، فضحك عبد الملك حتى استغرق [1] ، وقال : ثقلت على بشر وأصحابه حتى احتالوا لك بما رأيت ، فلا تُرَعْ . عبد الله بن الزبير يعني أخاه مصعبا : ولما اتصل قتل مصعب بأخيه عبد الله أضرب عن ذكره حتى تحدث بذلك العبيد والإماء في سكك المدينة ومكة ، فصعد المنبر وجبينه يَرشَح عرقاً ، فقال : الحمد لله ملك الدنيا والآخرة ، يؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء ، ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، وبيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ، ألا إنه لن يذل الله من كان الحق معه ، ولن يعز من كان أولياء الشيطان حزبه ، إنه أتانا خبر من العراق أحزننا وأفرحنا ، وهو قتل مصعب ، فأما الذي أحزننا من ذلك فإن لفراق الحميم لوعة يجدها حميمه عند المصيبة ، ثم يرعوي من بعد ذلك إلى كريم الصبر وجميل العزاء ، وأما الذي أفرحنا فإن القتل له شهادة ، ويجعل الله لنا وله في ذلك الخيرة ، أما والله إنا لا نموت حتفاً [2] كميتة آل أبي العاص وإنما نموت قَعْصاً بالرماح ، وقتلا تحت ظلال السيوف ، ألا وإن الدنيا عارية من الملك القهار الذي لا يزول سلطانه ولا يتبدل ، فإن تقبل الدنيا على لا آخذها أخذ الأشر البطر ، وإن تدبر عني لا أبكي عليها بكاء الحزين المهين . الحجاج في مكة : فأتى الحجاج الطائف ، فأقام بها شهوراً ، ثم زحف إلى مكة ، فحاصر ابن الزبير بها ، وكتب إلى عبد الملك إني قد ظفرت بأبي قُبَيس ، فلما ورد كتابه على عبد الملك بحصار ابن الزبير بمكة والظفر بأبي قُبَيس كبر عبد الملك فكبر من معه في داره ، واتصل التكبير بمن في جامع دمشق فكبروا ، واتصل ذلك بأهل الأسواق فكبروا ثم سألوا عن الخبر ،
[1] في نسخة : حتى استغرب . [2] في نسخة : لا نموت حبجا .
112
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 112