نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 108
تنزل أي البلاد شئت ، ولو أراد بك غير ذلك لأنزله بك ، فأنشدك الله في نفسك . وأقبل رجل من أهل الشام الى عيسى بن مصعب ليحتز رأسه ، فعطف عليه مصعب والرجل غافل ، فناداه أهل الشام : ويلك يا فلان الأسد قد أَقبل نحوك ، ولحقه مصعب فقدَّه ، وعرقب فرس مصعب ، وبقي راجلًا ، فأقبل عليه عبيد الله بن زياد بن ظبيان فاختلفا ضربتين ، سبق مصعب بالضربة الى رأسه وكان مصعب قد أثخن بالجراح ، وضربه عبيد الله فقتله ، واحتز رأسه ، وأتى به عبد الملك ، فسجد عبد الملك ، وقبض عبيد الله بن زياد على قائم سيفه فاجتذبه من غمده حتى أتى على أكثره سَلًا ليضرب عبد الملك في حال سجوده ثم ندم واسترجع ، فكان يقول بعد ذلك : ذهب الفتك من الناس ، إذ هممت ولم أفعل فأكون قد قتلت عبد الملك ومصعباً ملكي العرب في ساعة واحدة ، وتمثل عبيدُ الله عند مجيئه برأس مصعب : < شعر > نعاطي الملوك الحق ما قسَطوا لنا وليس علينا قتلهم بمحرم < / شعر > وقال عبد الملك : متى تلد قريش مثل مصعب ؟ وكان قتل مصعب يوم الثلاثاء ، لثلاث عشرة خلت من جمادى الاولى سنة اثنتين وسبعين ، وأمر عبد الملك بمصعب وابنه عيسى فدفنا بدَيْرِ الجاثليق ، ودعا عبد الملك أهل العراق إلى بيعته فبايعوه . وقد كان مسلم بن عمرو الباهلي من صنائع معاوية وابنه يزيد ، وكان في ذلك اليوم في جيش مصعب ، فأتى به عبد الملك وقد أخذ له منه الأمان ، فقيل له : أنت ميت لا ترجو الحياة لما بك من الجراح ، فما تصنع بالأمان ؟ قال : ليسلم مالي ويأمن ولدي بعدي ، فلما وضع بين يدي عبد الملك قال : قَطَعَ الله يد ضاربك كيف لم يجهز عليك ؟ أكفرت صنائع آل حرب معك ؟ فأمنه على ماله وولده ومات من ساعته .
108
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 108