نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 104
الناس في الجامعة ، فقال له عبد الملك : وتماكرني أيضاً وأنا أمكر منك ؟ تريد أن أخرجك إلى الناس فيمنعوك ويستنقذوك من يدي ، وخرج عبد الملك إلى الصلاة وأمر أخاه عبد العزيز - وقد كان قدم من مصر في ذلك اليوم - بقتله إذا خرج . وقد قيل : أمر ابنه الوليد بذلك ، فلما دنا منه عبد العزيز ناشده عمرو بالرحم فتركه ، فلما رجع عبد الملك من الصلاة ورآه حيّاً قال لعبد العزيز : والله ما أردت قتله إلا من أجلكم ألا لا يجوزها دونكم ، ثم أضجعه ، فقال له عمرو : أغدر يا ابن الزَّرقاء ؟ فذبحه ، ووافى أخو عمرو يحيى بن سعيد إلى الباب بمن معه من رجاله ليكسره ، فخرج إليه الوليد وموالي عبد الملك فاقتتلوا ، واختلف الوليد ويحيى ، فضربه يحيى بالسيف على أليته فانصرع ، وألقى رأس عمرو إلى الناس ، فلما رأوه تفرقوا من بعد أن ألقى عليهم من أعلى الدار بدَر الدنانير ، فاشتغلوا بها عن القتال ، وقال عبد الملك : وأبيك لئن كانوا قَتَلوا الوليد لقد أصابوا بثأرهم ، وقد كان الوليد فقد حين ضرب ، وذلك أن إبراهيم بن عدي احتمله فأدخله بيت القراطيس في المعمعة وأتى عبد الملك بيحيى بن سعيد ، واجتمعت الكلمة على عبد الملك ، وانقاد الناس إليه . وقد قيل في مقتله غير ما ذكرنا ، وقد أتينا على ذلك في كتابنا « أخبار الزمان » وقد ذكرنا شعر أخته فيه - وكانت تحت الوليد بن عبد الملك - فيما يرد من هذا الكتاب في أخبار المنصور ، إذ هو الموضع المستحق له دون هذا الموضع لما تغلغل بنا إليه الكلام ، وتسلسل بنا القول نحوه . وأقام عبد الملك بدمشق بقية سنة سبعين ، وقد كان مصعب بن الزبير خرج حين صفا له العراق بعد قتل المختار وأصحابه ، حتى انتهى إلى الموضع المعروف بباجميرا مما يلي الجزيرة ، يريد الشام لحرب عبد الملك ، فبلغه مسير خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد من مكة إلى البصرة في ولده وعِدَّة من
104
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 104