نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 103
دخل عمرو ، فأغلق الحاجب الباب دون أصحابه ، ومضى عمرو لا يلتفت ، وهو يظن أن أصحابه قد دخلوا معه كما كانوا يدخلون ، فعاتبه عبد الملك طويلًا ، وقد كان وصى صاحب حرسه أبا الزعيزعة بأن يضرب عنقه ، فكلمه عبد الملك وأغلظ له القول ، فقال : يا عبد الملك ، أتستطيل عليَّ كأنك ترى لك عليّ فضلًا ؟ إن شئت والله نقضت العهد بيني وبينك ، ثم نصبت لك الحرب ، فقال عبد الملك : قد شئت ذلك ، فقال : وأنا قد فعلت ، فقال عبد الملك : يا أبا الزعيزعة شأنك ، فالتفت عمرو إلى أصحابه فلم يرَهم في الدار ، فدنا من عبد الملك ، فقال : ما يدنيك مني ؟ قال : لتمسَّني رحمك ، وكانت أم عمرو عمة عبد الملك كانت تحت الحكم بن أبي العاص بن وائل ، فضربه أبو الزعيزعة فقتله ، فقال له عبد الملك : ارم برأسه إلى أصحابه ، فلما رأوا رأسه تفرقوا ، ثم خرج عبد الملك فصعد المنبر وذكر عمرا فوقع فيه ، وذكر خلافه وشقاقه ، ونزل من المنبر وهو يقول : < شعر > أدْنَيتُه مني لِتَسْكنَ نُفْرَةٌ فأصولَ صولَةَ حازم مُسْتَمْكِنِ غضباً ومحماة لدينيَ ، إنه ليس المسيء سبيله كالمحسن < / شعر > وقيل : إن عمراً خرج من منزله يريد عبد الملك ، فعثر بالبساط ، فقالت له امرأته نائلة بنت قريص [1] بن وكيع بن مسعود : أنشدك الله أن لا تأتيه فقال : دعيني عنك فو الله لو كنت نائماً ما أيقظني ، وخرج وهو مكفر بالدرع ، فلما دخل على عبد الملك قام من هناك من بني أمية ، فقال عبد الملك وقد أخذت الأبواب : إني كنت حلفت لئن ملكتك لأشُدّنك في جامعة ، فأتى بجامعة فوضعها في عنقه وشدها عليه ، فأيقن عمرو أنه قاتله ، فقال : أنشدك الله يا أمير المؤمنين ، فقال له عبد الملك : يا أبا أمية ، مالك جئت في الدرع أللقتال ؟ ! فأيقن عمرو بالشر فقال : أنشدك الله أن تخرجني إلى