نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 105
مواليه ناكثاً لبيعة عبد الله بن الزبير ، فنزل بعض نواحي البصرة ، وأن قوماً قد انضافوا إليه من ربيعة ومضر ، ومنهم عبد الله بن الوليد ، ومالك بن مسمع البكري ، وصفوان بن الأهتم [1] التميمي ، وصعصعة بن معاوية عم الأحنف ، فكانت لهم بالبصرة حروب كانت آخراً على خالد بن عبد الله ، فخرج هارباً بابنيه في البر حتى لحقوا بعبد الملك ، وانصرف مصعب راجعاً إلى البصرة ، وذلك في سنة إحدى وسبعين ، ثم عاد من العراق إلى باجميرا ، ففي ذلك يقول الشاعر : < شعر > أبَيْتَ يا مُصْعَبُ إلَّا سَيْرَا في كل يوم لك باجميرا < / شعر > ونزل عبد الملك بن مروان على قرقيسياء ، فحاصر بها زُفَرَ بن الحارث العامري الكلابي ، وكان يدعو إلى ابن الزبير ، فنزل على إمامته وبايعه ، وسار عبد الملك فنزل على نصيبين - وفيها يزيد والحبشي موليا الحارث في ألفي فارس ممن بقي من أصحاب المختار يدعون إلى إمامة محمد بن الحنفية - فحاصرهم ، فنزلوا على إمامته ، وانضافوا إلى جملته . وخرج مصعب في أهل العراق - وذلك في سنة اثنتين وسبعين - يريد عبد الملك ، ودَلَفَ إليه عبد الملك في عساكر مصر والجزيرة والشام ، فالتقوا بمسكن قرية من أرض العراق على شاطئ دجلة ، وعلى مقدمة عبد الملك ألحجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي ، وقيل : على ساقته : وقد أحمد أمره في قيامه بما أهل له ، فكاتب عبد الملك رؤساء أهل العراق ممن هم بعسكر مصعب وغيره سراً وصار يرغبهم ويرهبهم ، فكان فيمن كتب إليه إبراهيم ابن الأشتر النخعي ، فلما أتاه كتابه مع الجاسوس اعتقله في رحله ، وأتى مصعباً بالكتاب قبل ان يفضه ويعلم ما فيه ، فقال له مصعب : أقرأته ، فقال : أعوذ با لله أن اقرأه حتى يقرأه الأمير ، وآتي يوم القيامة غادراً قد نقضت