responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 147


ولذلك وجدوا الطول في أزد شَنُوأة ، ولذلك صار الجفاء والغلظ في الروم ، وأصحاب الأجبال ، والأكثر من أهل الشام [1] وأوباش مصر ، واللؤم في الخزر وأهل حران من بلاد ديار بكر [2] ، والشح بفارس ، واللؤم على الطعام بإصفهان ، وصار تفرطح الرجلين وفَطَس الأنوف في السودان ، والطرب في الزنج خاصة .
وهذا الذي وصفنا عند هذه الطائفة من أسرار الطبيعة ، وخواص تأثير الأشخاص العلوية ، والأجسام السماوية ، وقد تقصينا هذا الشأن على كماله في كتابنا في الأسرار الطبيعية وخواص تأثير الأشخاص العلوية والغرائب الفلسفية في كتابنا في الرؤس السبعية في أنواع السياسات المدنية وملكها الطبيعية وفي كتاب الاسترجاع في الكلام على من زعم أن العالم متغير جوهره إلى الظلمة ، وأن النور فيه غريب مختار ، وأن ستة أنفس كانوا نوراً بلا أجساد : شيث بن آدم ، وزرادشت ، والمسيح ، ويونس ، واثنان لا يمكن ذكرهما ، وأن النور والظلمة قديمان ، وأنهما لا يُرَيَانِ إلا غير ممتزجين [3] وأن الأشياء لا تعمل إلا في جوهرهما ثم امتزجا من تلقاء أنفسهما ، من غير داخل عليهما ولا مكره أكرههما ، وهذا الخلف من الكلام والفاسد من المقال ، وأعجب من هذا القول قول زرادشت نبي المجوس :
إن القديم تعالى ذكره طالت وَحْدَته فطالت فكرته ، فلما ان طالت فكرته ، واشتدت وَحْشَته ، توالد الهَمُّ منه ، وهو الشيطان ، من تلك الوحشة التي ولدتها تلك الفكرة ونتجتها الوحدة ، وأن الله عز وجل لو كان قادراً على إفناء الهَمِّ منه لما ضرب له أجلًا ، ولا أجَّلَ له أمراً يغوي عباده ، ويفسد بلاده . وهذا هو المُحَال



[1] في نسخة : من أغتام الشام .
[2] في نسخة : من بلاد ديار مضر .
[3] في نسخة : وانهما لم يزالا ممتزجين .

147

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست