نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 148
بعينه ، والتناقض بنفسه ، وعجب آخر من الآراء من قول بولص : إن المسيح عليه السلام هو الذي أرسله ، وإن المسيح إنسان وإله ، لأنه إله صار إنساناً ، وإنسان صار إلهاً ، وقد أتينا على جمل من متناقضات أهل الآراء ، في أثناء ما تقدم من كتبنا ، وإنما تشعب بنا الكلام إلى هذا النوع ، وتغلغل بنا القول إلى هذا المعنى ، لأنه من جنس ما كنا فيه ، لكن عند ذكرنا لما أودعناه كتاب الاسترجاع والإبانة عن غرض فيه [1] . فلنرجع الآن إلى ما كنا فيه من هذا الكتاب : الزجر : وحدث المنقري عن العتبي ، قال : وقف عُبَيْد الراعي ذات يوم مع ركب بفَيْفَاء قَفْر [2] ، وكانوا يريدون استقصاد رجل من تميم ، إذ سنحت ظباء سود منكرة ، ثم اعترضت الركب مقصرة في حُضْرِها [3] ، واقفة على شأنها ، فأنكر ذلك عُبَيْد الراعي ، ولم ينتبه له أصحابه ، فقال عبيد : < شعر > ألم تدر ما قال الظباء السوانح ؟ أطفن أمام الركب والركب رائح ؟ فكَّر الذي لم يعرف الزَّجْرَ منهم وأيقن قلبي أنهن نوائح < / شعر > ثم شارفوا مقصدهم ، فألفَوْا الرئيس قد نهشته أفعى ، فأتت عليه . قال أبو عبيدة مَعْمَر بن المثنى : وهذا من غريب الزجر ، وذلك أن السانح مَرْجُوٌّ عند العرب ، والبارح : هو المخوف ، وأظن عُبَيْداً إنما زجر الظباء في حالة رجوعها ، ووصف الحال
[1] هكذا ورد في الأصل . والمقطع كله مضطرب المعنى . [2] في نسخة : ركب من ثقيف على نفر . [3] في نسخة : محصرة في حصرها واقفة على شأوها .
148
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 148