نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 146
وأصل ذلك : أن الأشكال انفصلت في صورة أنسابها بأشياء تخص الأنواع بالتشكيل وخواص وجدت لما [1] به ضربت الفواصل أضرابها في وحيدات الأشخاص ، وكان التناسل على وساعه وقدر [2] من الغير لما توجبه الطبيعة من اتفاق كل شيء [3] في حوزته ، وصرفه إلى وجهه ، كما خصت الطبيعة كل نوع من الجنس بفصل ابانته من أغياره ، وفرقت بينه وبين أشكاله ، فكذلك أيضاً خصت أوحاد الأشخاص المنفصلة في الهيئة ، بتغير الغير من أغياره . وكذلك لا تكاد [4] فنون الصور تتراءى في المرائي لغير من أغياره ، وكذلك لا تكاد وإن ضمها النوع وشملتها المادة [5] فالقائف يقارب بين الهيئات ، فيحكم للأقرب صورة ، لأن تشبيه النسل أقرب من تشبيه النوع . وكذلك تشبيه الشخص إلى النوع أقرب منه إلى الجنس ، لأن النوع والشخص ضمهما حدان مشتركان ، وإنما ضم الجنس واحد فهو أصل القيافة عند هذه الطائفة ، وهو ضرب من ضروب البحث ، وإلحاق النظير في الأغلب بنظيره ، من حيث تساويهما من حيث ذكرنا في قضية العقل ، وهو القياس بعينه ، وليس هذا الاستدلال من كلام أحد من فقهاء القائسين ولا غيرهم من المسلمين ، وإنما هذا الكلام انتزعناه من كلام طائفة من الفلاسفة المتقدمين ، فيجب أن يكون نظر القائف على قول هذه الطائفة إلى القَدَم ، لأنها نهاية الشكل وغاية الهيئة ، والولد لو خالف صورة أبيه في كنه أفعاله ، وباينه في سائر شكله في الأغلب يوافقه في القَدَم ، لأن النسل لا بد له من تخصيص قوته بشيء يميزه من غيره ويُبينه من سواه ،
[1] في نسخة : انفصلت في صور أنسابها بأشياء تختص الأنواع بالشكل بخواص وحيدة لها به ضربت الفواصل أجزاءها في وحيدات الأشخاص . [2] في نسخة : على تشابه وفرز . [3] في نسخة : من اتفاق كل شكل في حوزته . [4] في نسخة : وكذلك لا يكاد يرى فنون الصور تتوازى في احد وان ضمها النوع وشملها النسل . [5] في نسخة : وكذلك لا يكاد يرى فنون الصور تتوازى في احد وان ضمها النوع وشملها النسل .
146
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 146