نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 8
عرفتهما أوروبا [1] نرى ان صاحبنا كان ينتج بسرعة هائلة ، كما يدلنا على ذلك انشاؤه المنقطع المخلخل ، وترداده الكثير للأشياء ذاتها ، والمتناقضات التي يقع فيها أو يذهب اليها ، وكلها أمور تنم عن السرعة والتعجيل وعدم التأني ، فكادت كثرة المدة وتراكمها تزعجه وتضايقه ، كما يظهر ان لم يكن لديه متسع كاف من الوقت للنخل والغربلة والاختيار من بين هذه الكنوز التي جمعها واختزنتها حافظة شديد ، الأسر . فهو يتمتع بمخيلة واسعة تستعرض دفعة واحدة ، موضوعات متعددة : التاريخ والجغرافيا وأجناس البشر وعروقهم ودولهم وملوكهم ، والأديان والعلوم والفنون ، والتقاليد والاعراف والمرويات البشرية والأقاصيص الشعبية . فقد اقتبس كثيراً وحفظ كثيراً ، وهو حريص كل الحرص ان يطلع قارئه على كل ما يعرف او ما بلغه خبره من علم وتجربة ، أو ما بلغه من علم وفن وخبر . يجري بعض التنسيب والتبويب في مواده الا انه ليس له نج سوي في سرده وتأليفه . وفن الانتقال من موضوع الى آخر ، هذا الفن الدقيق والصعب المأخذ ، لا يكوّن عنده أي حرج . فبعد ان نراه ، في الفصل السادس عشر من « مروج الذهب » يطوف بقارئه على بحار العالم ويقطع معه مفاوز التبت وصحارى خراسان ، يهبط به فجأة في الأندلس ليحمله من جديد الى الهند ، ويختم هذه المسيرة يمنة ويسرة ، باستطرادات مملة حول الطب والطبابة في الهند ، فيسرد لنا أشياء ويورد لنا أخباراً وروايات توقع المترجم والمعرّب في ألم معرق ، وتجعل القارئ على غير استعداد للحلم أو التسامح . حول قيمة « مروج الذهب » : لنبادر للقول انه اذا ما أردنا أن نقيّم كتاب « مروج الذهب » تقييماً صحيحاً علينا ان نلاحظ جيداً بأن المسعودي جعل بين مؤلفاته العديدة ، أهمية خاصة لهذا الكتاب . ليس ما يسيء الى
[1] عثر المستشرق ده كريمر De Kremer ، عام 1841 ، في مدينة حلب ب لذات ، على نسخة قديمة تبين منها للمستشرق Rodiger انها المجلد الأول من كتاب : « اخبار الزمان » للمسعودي - راجع في خبر ذلك المجلة الآسيوية الالمانية ، المجلد الخامس ، صفحة 429 . نشر هذا الجزء بتحقيق عبد الله الصاوي - القاهرة ، 1938 ض م - ع - 256 ( المترجم )
8
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 8