نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 7
شك قط انه كان يعرف معرفة خبير ، شطآن بحر قزوين وما اليه من اصقاع في الجنوب ، كما جاب الساحل الشرقي للبحر الأحمر أو القلزم . فبعد أن قضى أجمل سني حياته في التجوال بين البلدان البعيدة ، عاد إلى ديار الاسلام لينصرف إلى تدوين ما أمكن له جمعه من معلومات وفوائد لا تحصى خلال اسفاره الطويلة . فهو نفسه يخبرنا انه قضى فترة في بلدة طبرية فلسطين ، وذلك سنة 314 / 926 ، ومنها انتقل إلى انطاكية ، في سوريا الشمالية ، كما انه جاء البصرة عام 332 / 943 ، وهي السنة التي انصرف فيها لوضع كتابه : « مروج الذهب » . وقد اضطر لأسباب نجهلها الى مفارقة العراق فقضى السنوات العشر التالية متنقلاً بين الشام ومصر . وفي سنة 344 / 965 نراه في مدينة الفسطاط أ , القاهرة القديمة ، وفيها وضع كتابه الأخير « التنبيه والاشراف » وفي الفسطاط توفي ، في السنة التالية ، كما يؤكد أبو المحاسن . فقد ذكر لنا المسعودي في مقدمة كتابه : « مروج الذهب » اسماء المؤلفات التي وضعها . فاذا ما قارنا هذه الكتب ببعض فقرات وردت في كتابه : « التنبيه » نجد ان عدد الكتب التي وضعها بلغ 23 كتاباً في شتى الموضوعات ، بعضها يتألف ، كما في « اخبار الزمان عن الأمم الماضية والملوك الدائرة » ، وكتابه الآخر المعروف « بالكتاب الأوسط » من 20 - 30 جزءاً . فأمام هذا القدر الضخم من الكتب التي وضعها ، وهذا الحشد الحاشد من المعلومات الثمينة التي جمعها في مدى حياة قصيرة شغلت منها الرحلات ، القسم الاكبر ، يعتري النفس شعور بالشك في هذا القدر ، فنرى مع سلفستر دي ساسي ، ان عدداً كبيراً من هذه الكتب لم تكن مؤلفات مستقلة قائمة بذاتها ، بل فصول مختلفة لكتاب واحد . ومع ذلك ، فبقطع النظر عن التمييز الذي وضعه المؤلف نفسه بين هذه المؤلفات وكتابه الآخر : « مروج الذهب » ، ليس من الصعب علينا قط أن نجد في هذه العصور الذهبية التي ازدهر فيها الأدب العربي ، أمثلة كثيرة على هذا الخصب في الانتاج الضخم ، كالبخاري مثلاً ، وابن الأثير ، ومحمد البستي . فاذا ما اعتمدنا على كتاب « مروج الذهب » وكتاب « التنبيه والاشراف » وهما الكتابان الوحيدان اللذان
7
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 7