نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 6
وكلها معطيات يجب درسها ونخلها و تمحيصها ، تخللت هذا الكتاب الذي يحمل اسمه . ولكي نستوثق من هذه المعلومات و من صحة الأشياء والقضايا الجانبية التي يثيرها موضوع بمثل هذا الاتساع وبحث بمثل هذا الشمول ، كان من النافل ومن العبث معاً أ ، نعتمد كتاب السّير من المؤلفين العرب الذين جاؤوا بعد المسعودي أو ساروا على نهجه واحتذوا حذوه . فاذا كان تنوع معلوماته ووفرتها الناجمة عن مطالعاته ورحلاته العديدة واسفاره المديدة جعل لهذا الكتاب أهمية كبرى بين كتب التاريخ ، فالتدقيق في هذه المواد التي أثبتها فوضعها تحت متناولنا ، والتبسط في هذا كله استطراداً ، يخرج بنا بعيداً عن حدود هذه المقدمة . ولذا كان لا بد لنا من أن نحتاط للأمر ونأخذ له عدّته ، مستعينين على ذلك كله بوسائل التحقيق والتمحيص في كل ما يساعد على النهوض ببحث على مثل هذا النحو من الشمول والتعقيد . وعندما نقطع منذ الآن ، على أنفسنا عهداً بأن نعرض ، في بحث قائم بذاته ، على القارئ الكريم ، النتائج النهائية الدقيقة التي لا بد من أن ننتهي اليها ، لا نجهل قط الصعوبات التي ستعترض عملنا ، كما لا تخفى علينا دقة المطلب الذي نضطلع بمهمة جلوه وتوضيحه . فلنقتصر الآن على بعض لمحات خاطفة حول حياة المسعودي ، ولنتبين الخصائص التي تطبع كتابه هذا وتفرّد المواد العلمية التي يضعها تحت تصرفنا . حول المسعودي وحياته : ينتمي أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي إلى أسرة حجازية ، جدها الأول مسعود ، أحد معاصري النبي العربي . رأى النور في بغداد ، في أواخر القرن الثالث الهجري . مال منذ حداثته الى السفر ، فزار عام 300 / 912 ملتان ومدينة المنصورة . وبعد ذلك بنحو ثلاث سنوات حملته رحلاته إلى بلاد فارس وكرمان ، وجاء الهند وأقام تباعاً في مدينة كمباي وسيمور 304 / 916 ، ومر في المدة ذاتها بجزيرة سرنديب ( سيلان ) ثم ركب البحر باتجاه كمبالو ومدغشكر ، ومنها اتجه نحو عُمان . ويستدل من فقرة غامضة وردت في « مروج الذهب » انه قام بجولات في مليزيا حتى بلغ مشارف الصين وجاب بحر الصين . وما من
6
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 6