نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 221
من عجائب البحر ، حمل ذلك أحمد بن هلال أمير عمان يومئذ ، وهذه القرود أمرها مشتهر عند البحريين من أهل سيراف وعمان ممن يختلف إلى بلاد كلة والزابج ، وكيف تأتي بالحيلة لصيد التماسيح من جوف الماء ، على أن الجاحظ قد ذكر أن التماسيح لا تكون إلا بنيل مصر ونهر مهران السند ، وقد ذكرنا فيما سلف من هذا الكتاب ما قيل في ذلك ، وأخبرنا عن مواضع التماسيح ، فأما اليمن فلا تناكر بين من دخله في أن القرود منه في مواضع كثيرة لا يحصرها عدد لكثرتها : فمنها في وادي نخلة ، وهي بين بلاد الجَنَدِ وبلاد زبيد التي أميرها في هذا الوقت وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - إبراهيم بن زياد صاحب الحرملي ، وبين هذا الوادي وبين زبيد يوم ، وبينه وبين الجَنَدِ يوم أو أكثر من ذلك ، وهذا الوادي كثير العمائر ، ومصاب المياه إليه كثيرة ، وشجر الموز فيه كثير ، والقرود فيه كثيرة ، وهو بين جبلين ، والقرود قطعان ، كل قطيع منها يسوقه هرز ، والهرز : الذكر العظيم كالفحل العظيم المقدم فيها ، وقد تلد القردة في بطن واحدة عدة من القرود نحو العشرة والاثني عشر ، كما تلد الخنزيرة خنانيص كثيرة ، وتحمل القردة البعض من أولادها كحمل المرأة ولدها ، ويحمل الذكر باقيهن ، ولهن أندية ومجالس يجتمع فيها خلق منهن ، فيسمع لهن حديث ومخاطبات وهمهمة ، والإناث كالنساء متحيزات عن الذكور ، فإذا سمع السامع محادثتهن وهو لا يرى أشخاصهن بين تلك الجبال وأشجار الموز ، وذلك بالليل ، لم يشك أنهم أناس لكثرتهم بالليل والنهار ، وليس في جميع البقاع التي تكون فيها القرود أحسن ولا أخبث ولا أسرع قبولًا للتعليم من قردة اليمن ، وأهل اليمن يسمون القرد الرباح ، ولهم جُمَم للذكور والإناث قد سرحت ومنها سود كأسود ما يكون
221
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 221