نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 220
هناك فتعلمه القيام على رؤسها بالمذابِّ على موائدها ، لما في القرد من الخاصة بمعرفة السموم من المأكل والمشرب ، ويلقي الملك له من طعامه ، فإن أكله ، أكل الملك منه ، وإن اجتنبه علم أنه مسموم فحذر منه ، وكذلك فعل الأكثر من ملوك السند والهند في القردة ، وقد ذكرنا في هذا الكتاب خبر وفد الصين حين وفدوا على المهدي ، وما ذكروا له مما في القرد من منافع ملوكهم به عند الطعام ، وذكرنا خبر القرود باليمن ، واللوح الحديد الذي كتبه سليمان بن داود عهداً للقرود باليمن ، وما كان من أمرهم مع عامل معاوية بن أبي سفيان ، وما كتب به في أمرهم ، ووصف القرد العظيم الذي كان في رقبته اللوح الحديد ، وليس في قرود العالم أفطن من هذا النوع ، ولا أخبث ، وذلك أن القردة تكون في بقاع الأرض الحارة : فمنها بأرض النوبة وأعلى بلاد الأحابيش مما يلي أعالي مصب النيل وهي القرود المعروفة بالنوبية ، وهي صغيرة القد ، صغيرة الوجوه ، ذات سواد غير حالك كأنه نوبي ، وهو الذي يكون مع القَرَّادين ، ويصعد على رمح فيصير على أعلاه ، ومنها ما يكون في ناحية الشمال في آجام وغياض نحو أرض الصقالبة وغيرها ممن هناك من الأمم ، كنحو ما وصفنا من هذا النوع من القرود ، وقرب شكله من صورة الإنسان ومنها بخلجانات بلاد الزابج في الصين وفي مملكة المهراج ملك الجزائر ، وقد قدمنا فيما سلف من هذا الكتاب أن ملكه يوازي ملك الصين ، وهو بين مملكة البلهرا وملك الصين ، وهذه القرود مشهوره في هذا الصقع معروفة بالكثرة في هذه الخلجانات ، وهي ذات صور تامة ، وقد كان حمل إلى المقتدر منها ، وجاءت في سلاسل عظام ، وكان في القرود ذوو لحى وسبال كبار وشيوخ وشبان ، مع أنواع من الهدايا
220
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 220