نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 222
من الشعر ، وإذا جلسوا يجلسون مراتب دون مرتبة الرئيس ، ويتشبهون في سائر أعمالهم بالناس ، ومن القردة باليمن ببلاد مأرب بين بلاد صنعاء وقلعة كهلان ما يكون في بَرارٍ وجبال هنا لك كأنها السحب في تلك البراري والجبال لكثرتها ، وكهلان هذه قلعة من مخاليف اليمن فيها أسعد بن يعفور ملك اليمن في هذا الوقت ، مُحْتَجب عن الناس إلا عن خواصه ، وهو بقية من ملوك حمير ، وحوله من الجنود من الخيل والرجال نحو خمسين ألفاً مرتزقة يقبضون الرزق في كل شهر ، ويدعى وقت القبض البركة ، فيجتمعون هناك ويتحذرون وينحدرون من تلك المخاليف ، والمخاليف : القلاع ، وقد كانت لهذا الرجل حروب باليمن مع القرامطة وصاحب المذيخرة ، وهو علي بن الفضل ، وذلك بعد السبعين والمائتين ، وقد كان لعلي باليمن شأن عظيم حتى حين قتل ، وتوطأت اليمن لهذا الرجل ، وباليمن للقرود مواضع كثيرة ، وكذلك في بقاع من الارض أعرضنا عن ذكرها ، إذ كنا قد أتينا على علة تكونها في بعض البقاع دون بعض من الأرض ، وأخبار النسناس في كتابنا « أخبار الزمان » وكذلك الاخبار عن العرابيد ، وهو نوع كالحيات تكون ببلاد حجر اليمامة فيما زعموا ، واحدها عربد ، وقد كان المتوكل في بدء خلافته سأل حنين بن إسحاق أن يتأتى له في حمل أشخاص من النسناس والعربد ، فلم يسلم منهم الى سُرَّ من رأى الا اثنان من النسناس ، ولم تتأتَّ له الحيلة في حمل العربد من اليمامة ، وذلك أن العربد هذا إذا خرج عن اليمامة صار الى موضع منها معروف المسافة ، عدم من الوعاء الذي حمل فيه ، وأهل اليمامة ينتفعون به لمنع الحيات والعقارب وسائر الهوام ، كمنفعة أهل سجستان بالقنافذ ، ولذلك كان في عهد أهل سجستان القديم ألا يقتل قنفذ ببلدهم ، لأنه بلد كثير الرمال
222
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 222