نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 181
مستعدة معهم ، فذلك الذي تستعمله ملوكهم ويتهادونه بينهم ، ويحمله التجار في النادر من بلادهم ، والتبت ذو مدن كثيرة ، فيضاف مسك كل ناحية إليها . قال المسعودي : وقد أقرت ملوك الصين والترك والهند والزنج وسائر ملوك العالم لملك بابل بالتعظيم ، وأنه أول ملوك العالم ، وأن منزلته فيهم كمنزلة القمر في الكواكب ، لأن إقليمه أشرف الأقاليم ، ولأنه أكثر الملوك مالًا ، وأحسنهم طبعاً ، وأكثرهم سياسة ، وأثبتهم قدماً ، وهذا وصف ملوك هذا الإقليم فيما مضى لا في هذا الوقت ، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة ، وكانوا يلقبون هذا الملك شاهنشاه وتفسيره ملك الملوك ، ومنزلته في العالم منزلة القلب من جسد الإنسان والواسطة من القلادة ، ثم يتلوه ملك الهند ، وهو ملك الحكمة ، وملك الفيلة لأن عند الملوك الأكاسرة أن الحكمة من الهند بدؤها ، ثم يتلوه في المرتبة ملك الصين ، وهو ملك الرعاية والسياسة وإتقان الصنعة ، وليس في ملوك العالم أكثر رعاية وتفقداً من ملك الصين لرعيته من جنده وعوامه ، وهو ذو بأس شديد ، وقوة ومَنَعَة ، له من الجنود المستعدة ، والكراع والسلاح ، ويرزق جنده كفعل ملوك بابل ، ثم يتلو ملك الصين ملك من ملوك الترك صاحب مدينة كوشان ، وهو ملك الطغزغز الطغرغر من الترك ، ويدعى ملك السباع وملك الخيل ، إذ ليس في ملوك العالم أشد بأساً من رجاله ، ولا أشد استئساداً منه على سفك الدماء ، ولا أكثر خيلا منه ، ومملكته فرز بين بلاد الصين ومفاوز خراسان ، ويدعى بالاسم الأعم أيرخان ، وللترك ملوكٌ كثيرة ، وأجناس مختلفة ، ولا تنقاد إلى ملكه إلا أنه ليس منهم من يداني ملكه ، ثم يتلوه
181
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 181