نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 180
وأجود المسك وأطيبه ما خرج من الظباء بعد بلوغه النهاية في النضج ، وذلك أنه لا فرق بين غزلاننا هذه وبين غزلان المسك في الصورة والشكل واللون والقرن ، وإنما تتبين تلك بأنياب لها كأنياب الفيلة ، لكل ظبي نابان خارجان من الفكين قائمان منتصبان أبيضان نحو الشبر وأقل وأكثر ، فتنصب لها في بلاد التبت والصين الحبائل والأشراك والشِّبَاك فيصطادونها ، وربما رموها بالسهام فيصرعونها فيقطعون عنها نوافجها والدم في سررها حار خام لم ينضج وطري لم يدرك ، فيكون لريحته سهوكة ، فيبقى زماناً حتى تزول منه تلك الرائحة السهكة الكريهة ، ويستحيل بمواد من الهواء فيصير مسكا ، وسبيل ذلك سبيل الثمار إذا أبينت عن الأشجار وقطعت قبل استحكام نضجها في شجرها واستحكام موادها فيه ، وخير المسك ما نضج في وعائه ، وأدرك في سرته ، واستحكم في حيوانه ، وتمام مواده ، وذلك أن الطبيعة تدفع مواد الدم إلى السرة ، فإذا استحكم كون الدم فيها ونضج آذاه ذلك وحَكَّه ، فيفزع حينئذ إلى أحد الصخور والأحجار الحارة من حر الشمس فيحتك بها مستلذاً بذلك فينفجر حينئذ ويسيل على تلك الأحجار كانفجار الخُرَّاج والدُّمَّل إذا نضج ما فيه عند ترادف المواد عليه فيجد لخروجه لذة ، فإذا فرغ ما في نافجته اندمل حينئذ ، ثم اندفعت إليه مواد من الدم ، ويجتمع ثانية ككونها بَدْءا ، فتخرج رجال التبت يقصدون مراعيها بين تلك الأحجار والجبال ، فيجدون الدم قد جف على تلك الصخور والأحجار ، وقد أحكمته المواد ، وأنضجته الطبيعة في حيوانه ، وجَفَّفته الشمس ، وأثر فيه الهواء ، فيأخذونه ، فذلك أفضل المسك ، فيودعونه نوافج معهم قد أخذوها من غزلان قد اصطادوها
180
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 180