responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 163


عليه وسلم وبنو إسرائيل ، فقال : نعم على قلة البلد الذي كان به وفساد قومه عليه ، ثم قلت : هذا عيسى بن مريم عليه السلام على حماره والحوارِيُّونَ معه ، فقال : لقد كان قليلُ المدة ، إنما كان أمَدُه يزيد على ثلاثين شهراً شيئاً يسيراً ، وعدد من سائر الأنبياء واخبارهم ما اقتصرت على ذكر بعضه ، ويزعم هذا القرشي ، وهو المعروف بابن هبار ، انه رأَى فوق كل صورة كتابة طويلة قد دوِّن فيها ذكر اسمائهم أنسابهم ، ومواضع بلدانهم ، ومقادير اعمارهم ، واسباب نبواتهم وسيرهم ، وقال : ثم رأَيت صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على جمل واصحابه مُحْدِقون به في ارجلهم نعال عربية عدنية من جلود الإبل ، وفي أوساطهم الحبال ، قد علقوا فيها المساويك ، فبكيت ، فقال للترجمان : سَلْه عن بكائه ، فقلت : هذا نبينا وسيدنا وابن عمنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : صدقت ، لقد ملكَ قومه اجلّ الممالك ، إلا انه لم يعاين من الملك شيئاً ، إنما عاينه من بعده ومن تولى الأمر على أُمته من خلفائه ، ورأيت صور أنبياء كثيرة منهم من قد أشار بيده جامعاً بين سبّابته وإبهامه كالحلقة ، كأنه يصف ان الخليقة في مقدار الحلقة ، ومنهم من قد أشار بسبابته نحو السماء كالمُرْهِبِ للخليقة بما فوق ، وغير ذلك ، ثم سألني عن الخلفاء وزيهم وكثير من الشرائع ، فأجبته على قدر ما أعلم منها ، ثم قال : كم عمر الدنيا عندكم ؟ فقلت :
قد تنوزع في ذلك ، فبعض يقول ستة آلاف سنة ، وبعض يقول دونها ، وبعض يقول أكثر منها ، فقال : ذلك عن نبيكم ؟ فقلت :
نعم ، فضحك ضحكاً كثيراً ووزيرُه أيضاً ، وهو واقف دلَّ على انكار ذلك ، وقال : ما حسبت نبيكم قال هذا ، فزللت فقلت :
بلى هو قال ذلك ، فرأيت الإنكار في وجهه ، ثم قال للترجمان : قل إله ميز كلامك ، فإن الملوك لا تكلم إلا عن تحصيل ، أما زعمت

163

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست