responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 423


من العشرة ، وقد استوعبوا عدة القوم ، فقال المأمون للموكلين : من هذا ؟
قالوا : والله ما ندري ، غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به ، فقال له المأمون : ما خبرك ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، إمرأتي طالق إن كنت أعرف من أقوالهم شيئاً ، وإنما أنا رجل طفيلي ، وقصَّ عليه خبره من أوله إلى آخره ، فضحك المأمون ، ثم أظهر له الصورة ، فلعنها وتبرأ منها ، وقال :
أعطونِيها حتى أسلح عليها ، والله ما أدري ما ماني : أيهودياً كان أم مُسلماً ، فقال المأمون : يؤدَّبُ على فرط تطفله ومخاطرته بنفسه .
وكان إبراهيم بن المهدي قائماً بين يدي المأمون ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هَبْ لي ذنبه وأحدثك بحديث عجب في التطفيل عن نفسي ، قال : قل يا إبراهيم .
ابراهيم بن المهدي يتطفل :
قال : يا أمير المؤمنين ، خرجت يوماً فمررت في سِكك بغداد متطرفاً ، حتى انتهيت الى موضع ، فشممت رائحة أبازير من جناح في دار عالية ، وقدور قد فاح قتارها ، فتاقت نفسي إليها ، فوقفت على خيّاط فقلت : لمن هذه الدار ؟ فقال : لرجل من التجار من البزازين ، قلت : ما اسمه ؟ قال : فلان بن فلان ، فرفعت طرفي الى الجناح ، فإذا فيه شباك ، فنظرت الى كف قد خرجت من الشباك ومِعصم ما رأيت أحسن منهما قط ، فشغلني يا أمير المؤمنين حسن الكف والمعصم عن رائحة القدور ، فبقيت باهتاً وقد ذُهِلَ عقلي ، ثم قلت للخياط : هو ممن يشرب النبيذ ؟
قال : نعم ، وأحسب أن عنده اليوم دعوة ، ولا ينادم إلا تجاراً مثله ، مستورين ، فأنا كذلك إذ اقبل رجلان نبيلان راكبان من رأس الدرب ، فقال لي الخياط : هذان منادماه ، قلت : ما اسماهما وما كُناهما ؟ فقال :
فلان وفلان ، فحركت دابتي حتى دخلت بينهما ، وقلت : جعلت فداكما قد استبطأ كما أبو فلان أعزه الله ، وسايرتهما حتى انتهينا الى الباب ، فقدَّماني ، فدخلت ودخلا ، فلما رآني صاحب المنزل لم يشكَّ إلا أني منهما بسبيل ،

423

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست