responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 424


فرحب وأجلسني في أجل موضع ، فجيء يا أمير المؤمنين بالمائدة وعليها خبز نظيف ، وأتينا بتلك الألوان : فكان طعمها أطيب من رائحتها ، فقلت في نفسي : هذه الألوان قد أكلتها ، وبقي الكف والمعصم ، ثم رفع الطعام فغسلنا أيدينا ، ثم صرنا الى مجلس المنادمة ، فإذا هو أنبلُ مجلس وأجلُّ فرش ، وجعل صاحب المجلس يلطف بي ويقبل علي بالحديث ، والرجلان لا يشكان أنه مني بسبيل ، وإنما كان ذلك الفعل منه بي لمّا ظنّ أني منهما بسبيل ، حتى إذا شربنا أقداحاً خرجت علينا جارية تتثنى كأنها غصنُ بانٍ ، فسلمت غير خجِلة ، وهيئت لها وسادة ، وأتي بعُود فوضع في حجرها ، فجسته فتبينت الحذق في جسها ، ثم اندفعت تغني :
< شعر > توهَّمها طَرْفي فآلم خدها فصار مكان الوهم من نظري أثْرُ وصافحها كفي فآلم كفها فمن لمْسِ كفي في أناملها عَقْرُ ومرَّتْ بقلبي خاطراً فجرحتها ولم أر شيئاً قط يجرحه الفكر < / شعر > فهيجت والله يا أمير المؤمنين عليّ بلابلي ، وطربت لحسن غنائها وحذقها ، ثم اندفعت تغني :
< شعر > أشرْت إليها : هل علمت مودتي فردَّتْ بطرف العين : إني على العهد فحدت عن الإظهار عمداً لسرها وحادت عن الإظهار أيضاً على عمد < / شعر > فصحت السلامة ، وجاءني من الطرب ما لا أملك معه النفس ولا الصبر ، واندفعت تغني :
< شعر > أليس عجيباً أن بيتاً يضمني وإياك لا نخلو ولا نتكلمُ سوى أعين تشكو الهوى بجفونها وترجيع أحشاء على النار تضرم إشارة أفواه ، وغمز حواجب وتكسير أجفان ، وكفّ يسلَّم < / شعر > فحسدتها والله يا أمير المؤمنين على حِذقها ، ومعرفتها بالغناء ، وإصابتها معنى الشعر ، وأنها لم تخرج من الفن الذي ابتدأته ، فقلت : بقي عليك يا جارية شيء ، فغضبت وضربت بعودها الارض ، ثم قالت : متى كنتم

424

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست