responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 40


المرق ، طيب العرق ، يقوم للناس مقام الغيث من السماء ، قال : ويحك يا ابن صوحان ! فما تركت لهذا الحي من قريش مجداً ولا فخراً ، قال : بلى والله يا ابن أبي سفيان ، تركت لهم ما لا يصلح الا بهم ، ولهم تركت الأبيض والأحمر ، والأصفر والاشقر ، والسرير والمنبر ، والملك الى المحشر ، وأنَّى لا يكون ذلك كذلك وهم مَنارُ الله في الأرض ونجومه في السماء ؟ ففرح معاوية وظن أن كلامه يشتمل على قريش كلها ، فقال : صدقت يا ابن صوحان ، إن ذلك لكذلك ، فعرف صعصعة ما أراد ، فقال : ليس لك ولا لقومك في ذلك إصدار ولا إيراد ، بعدتم عن أُنُفِ المرعى وعلوتم عن عذب الماء ، قال : فلم ذلك ويلك يا ابن صوحان ؟ ! قال : الويل لأهل النار ، ذلك لبني هاشم ، قال : قم ، فأخرجوه ، فقال صعصعة : الصدق ينبئ عنك لا الوعيد ، من أراد المشاجرة قبل المحاورة ، فقال معاوية :
لشيء ما سوَّدَه قومه ، وددت والله أني من صلبه ، ثم التفت الى بني أمية فقال : هكذا فلتكن الرجال .
معاوية وجماعة من اصحاب علي :
وحدث منصور بن وحشي ، عن أبي الفياض عبد الله بن محمد الهاشمي ، عن الوليد بن البختري العبسي ، عن الحارث بن مسمار البهراني ، قال : حبس معاوية صعصعة بن صوحان العبدي وعبد الله بن الكوّاء اليشكري ورجالا من أصحاب علي مع رجال من قريش ، فدخل عليهم معاوية يوماً فقال : نشدتكم با لله إلا ما قلتم حقاً وصدقاً ، أيَّ الخلفاء رأيتموني ؟ فقال ابن الكوّاء : لو لا أنك عزمت علينا ما قلنا لأنك جبار عنيد ، لا تراقب الله في قتل الأخيار ، ولكنا نقول : إنك ما علمنا واسع الدنيا ، ضيق الآخرة ، قريب الثرى ، بعيد المرعي ، تجعل الظلمات نوراً ، والنور ظلمات ، فقال معاوية : إن الله أكرم هذا الأمر بأهل الشام الذَّابينَ عن بيضته ،

40

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست