نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 41
التاركين لمحارمه ، ولم يكونوا كأمثال أهل العراق المنتهكين لمحارم الله ، والمحلين ما حرم الله ، والمحرمين ما أحل الله ، فقال عبد الله بن الكواء : يا ابن أبي سفيان ، إن لكل كلام جواباً ، ونحن نخاف جبروتك ، فان كنت تطلق ألسنتنا ذَببْنا عن أهل العراق بألسنة حداد لا تأخذها في الله لومة لائم ، وإلا فإنا صابرون حتى يحكم الله ويضعنا على فرجه ، قال : والله لا يطلق لك لسان ، ثم تكلم صعصعة فقال : تكلمت يا ابن أبي سفيان فأبلغت ، ولم تقصر عما أردت ، وليس الأمر على ما ذكرت ، أنَّى يكون الخليفة من ملك الناس قهراً ، ودانهم كبراً ، واستولى بأسباب الباطل كذباً ومكراً ؟ أما والله ما لك في يوم بدر مضرب ولا مرمى ، وما كنت فيه إلا كما قال القائل : « لا حُلَّي ولا سيري » ولقد كنت أنت وأبوك في العير والنفير ممن أجلَبَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما أنت طليق ابن طليق ، أطلقكما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنَّى تصلح الخلافة لطليق ، فقال معاوية : لو لا أني أرجع إلى قول أبي طالب حيث يقول : < شعر > قابلت جهلهمُ حلماً ومغفرة والعفو عن قدرةٍ ضرْبٌ من الكرم < / شعر > لقتلتكم . صعصعة بن صوحان عند معاوية يصف له اهل البلاد : وحدث أبو جعفر محمد بن حبيب ، قال : أخبرنا ابو الهيثم يزيد بن رجاء الغنوي ، قال : أخبرنا الوليد بن البختري ، عن أبيه ، عن ابن مردوع الكلبي قال : دخل صعصعة بن صوحان العبدي على معاوية فقال له : يا ابن صوحان أنت ذو معرفة بالعرب وبحالها ، فأخبرني عن أهل البصرة ، وإياك والحمل على قوم لقوم ، قال ، : البصرة واسطة العرب ، ومنتهى الشرف والسؤدد ، وهم أهل الخطط في أول الدهر وآخره ، وقد دارت بهم سَرَوات العرب كدوران الرحا على قطبها ، قال :
41
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 41