نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 396
لنا مذ قمنا قائم بحقنا وكان جزاؤه منا إلا السيف ، فانظر لنفسك أو دع « قال : فلم يزل والله يتبين موقع الكتاب من طاهر ، فلما رجع الى خراسان أخرجه الى خاصته ، وقال لهم : والله ما هذا كتاب مضعوف ، ولكنه كتاب مخذول . ولم يكن فيمن سلف من الخلفاء الى وقتنا هذا - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - من أبوه وأمه من بني هاشم ، إلا عليُّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ومحمد بن زُبَيْدَة . وفي محمد بن زُبَيْدَة يقول أبو الغول : < شعر > ملك أبوه وأمه من نبْعَة منها سِرَاجُ الأمة الوهَّاجُ شربت بمكة من ذرى بطحائها ماء النبوة ليس فيه مزاج < / شعر > وفي سنة أربع [1] وتسعين ومائة كان ابتداؤه بالغدر بالمأمون . عبد الملك بن صالح بن علي : وفي سنة سبع وتسعين ومائة مات بالرقة عبد الملك بن صالح بن علي في أيام الأمين وكان عبد الملك أفصح ولد العباس في عصره ، يقال : إن الرشيد لما اجتاز ببلاد مَنْبِج من أرض الشام نظر الى قصر مشيد ، وبستان مُعْتمّ بالأشجار كثير الثمار ، فقال لعبد الملك : لمن هذا القصر ؟ قال : هو لك ولي بك يا أمير المؤمنين ، قال : فكيف بناء القصر ؟ قال : دون منازلك وفوق منازل الناس ، قال : فكيف مدينتك ؟ قال : عذْبة الماء ، باردة الهواء ، صلبة الموطإ ، قليلة الأدواء ، قال : كيف ليلها ؟ قال : سَحَر كله ، وقال له : يا أبا عبد الرحمن ما أحسن بلادكم ! قال : فكيف لا تكون كذلك وهي تربة حمراء ، وسنبلة صفراء ، وشجرة خضراء ، فيافي فيح ، وجبال وضيح ، بين قيصوم وشيح ، فالتفت الرشيد الى الفضل ابن الربيع فقال : ضرب السياط أهْوَنُ علي من هذا الكلام .