نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 395
الأمين وقبض على أصل أذنيه ، وغمزه ثم هَزَّه أو دفع به الى خلف فوقع السبع ميتاً على مؤخره ، وتبادر الناسُ الأمينَ فإذا أصابعه ومفاصل يديه قد زالت عن مواضعها ، فأتي بمجبر فردّ عظام أصابعه الى مواضعها ، وجلس كأنه لم يعمل شيئاً ، فشقوا بطن الأسد فإذا مرارته قد انشقت عن كبده . نبوءة بخلع الامين : وحكي أن المنصور جلس ذات يوم ودخل اليه بنو هاشم من أهله ، فقال لهم وهو مستبشر : أما علمتم أن محمداً المهدي ولد البارحة له ولد ذكر وقد سميناه موسى ؟ فلما سمع القوم ذلك وجموا وكأنما حثا في وجوههم الرماد ، وسكتوا ولم يُحيروا جواباً ، فنظر اليهم المنصور فقال لهم : هذا موضع دعاء وتهنئة ، وأراكم قد سكتم ثم استرجع ، فقال لهم كأني بكم لما أخبرتكم بتسميتي إياه موسى اغتممتم به ، لأن المولود المسمى بموسى بن محمد هو الذي على رأسه تختلف الكلمة وتسفك الدماء وتنتهب الخزائن ، ويضطرب الملك ، ويقتل أبوه ، وهو المخلوع من الخلافة ، ليس هو ذا ، لا ، ولا هذا زمانه ، والله إن جَدَّ هذا المولود - يعني هرون الرشيد - لم يولد بعد قال : فدعوا له وهنوه وهنوا المهدي ، وكان هذا موسى الهادي أخا الرشيد . وكان العهد الذي كتبه الرشيد بين الأمين والمأمون وأودعه الكعبة أن الغادر منهما خارجٌ من الأمر ، أيهما غدر بصاحبه ، والخلافة للمغدور به . وذكر ياسر خادم أم جعفر ، وكان من خَواصّها ، أنه لما أحيط بمحمد دخلت عليه أم جعفر باكية ، فقال لها : مه ، إنه ليس بجزع النساء وهلعهن عُقِدَتْ التيجان ، وللخلافة سياسة لا تسعها صدور المراضع ، وراءك وراءك . ويقال : إن محمداً قصف [1] عند طاهر ، فبينا طاهر في بستانه إذ ورد كتاب من محمد بخطه ، فإذا فيه « بسم الله الرحمن الرحيم ، اعلم أنه ما قام