نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 375
وقال أفلاطون : ما أدري ما الهوى ، غير أنه جنون إلهي ، والهوى لا محمود ولا مذموم . وكتب بعض ظرفاء الكُتَّاب إلى أخ له : إني صادفت منك جوهر نفسي ، فأنا غير محمود على الانقياد إليك بغير زمام ، لأن النفس يتبع بعضها بعضا . وللناس ممن خلف وسلف من الفلاسفة والفلكيين والإسلاميين وغيرهم كلام كثير في العشق ، وقد أتينا على ذلك في كتابنا « أخبار الزمان ، ومن أباده الحدثان ، من الأمم الماضية والأجيال الخالية ، والممالك الداثرة » وإنما خرجنا مما كنا فيه آنفا من أخبار البرامكة عند ذكرنا العشق ، فتغلغل بنا الكلام إلى إيراد لمع مما قيل في ذلك . فنرجع الآن إلى ما كنا فيه من أخبارهم ، واتِّسَاق أيامهم ، وانتظامها لهم بالسعود ، ثم انعكاسها إلى النحوس . الرشيد يزوج أخته العباسة لجعفر البرمكي : ذكر ذو معرفة بأخبار البرامكة أنه لما بلغ جعفر بن يحيى بن خالد بن بَرمَك ويحيى بن خالد والفضل وغيرهم من آل برمك ما بلغوا من الملك ، وتناهوا إليه من الرياسة ، واستقامت لهم الأمور حتى قيل : ان أيامهم عروس وسرور دائم لا يزول ، قال الرشيد لجعفر بن يحيى : ويحك يا جعفر ! ! إنه ليس في الأرض طلعة أنا بها آنس ، ولا إليها أميل ، وأنا بها أشد استمتاعا وأنسا مني برؤيتك ، وإن للعباسية أختي مني موقعا ليس بدون ذلك ، وقد نظرت في أمري معكما ، فوجدتني لا أصبر عنك ولا عنها ، ورأيتني ناقص الحظ والسرور منك [1] يوم أكون معها ، وكذلك حكمي منك في يوم كوني معك دونها ، وقد رأيت شيئاً يجتمع لي به السرور ، وتتكاثف لي به اللذة