نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 374
جماعة ممن يظهر الإسلام ، واعتلُّوا بدلائل من القرآن والسنن ودلائل القياس عند أنفسهم . من ذلك قوله عز وجل : ( يأتيها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) قالوا : فالرجوع الى الحال لا يكون إلا بعد كون متقدم ، ثم قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه سعيد بن أبي مريم قال : أخبرنا يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف » . وذهب إلى هذا القول جماعة من الأعراب ، ففي ذلك يقول جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العذري في بثينة : < شعر > تعلَّقَ روحي رُوحَهَا قبل خلقنا ومن قبل ما كُنَّا نِطَافاً ، وفي المهدي فزاد كما زدنا ، فاصبح ناميا وليس وإن مُتْنَا بمنتقض العهد ولكنه باقٍ على كل حالة وزائرنا في ظلمة القبر واللحد < / شعر > وقال جالينوس : المحبة تقع بين العاقلين لتشاكلهما في العقل ، ولا تقع بين الأحمقين وإن كانا شكلين في الحمق ، لأن العقل يجري على ترتيبٍ فيجوز أن يتفق فيه اثنان على طريق واحدة ، والحمق لا يجري على ترتيبٍ : ولا يجوز أن يتفق فيه اثنان . وقَسَّمَ بعض العرب الهوى فقال : < شعر > ثلاثة أَحبَاب فحبُّ علاقَةٌ وحُبُّ تِمِلَّاقٌ ، وحبٌّ هو القتل < / شعر > وقال الصوفية من البغداديين : إن الله عز وجل إنما امتحن الناس بالهوى ليأخذوا أنفسهم بطاعة من يهوونه ، ليشق عليهم سخطه ، ويسرَّهم رضاه ، فيستدلوا بذلك على قدر طاعة الله ، إذ كان لا مثل له ، ولا نظير وهو خالقهم غير محتاج إليهم ، ورازقهم مبتدئا بالمن عليهم فإذا أوجبوا على أنفسهم طاعة سواه كان تعالى أحرى أن يتبع رضاه . وللباطنية المتصوفة في هذا كلام كثير وخطب طويل .
374
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 374