responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 352


والله يا أمير المؤمنين سرور العشب بالغيث ، والمرأة النزور بالولد ، والمريض المدنف بالبرء [1] ، لأنه نسيج وحده ، وحامي مجده ، وشبيه جده ، قال :
فما تقول في عبد الله ؟ قال : مرعى ولا كالسعدان ، فتبسم الرشيد وقال :
قاتله الله ! من اعرابي ما اعرفه بمواضع الرغبة ، أما والله اني لأتعرف في عبد الله حزم المنصور ، ونسك المهدي ، وعز نفس الهادي ، والله لو شاء الله ان انسبه الى الرابعة لنسبته إليها .
حرص الرشيد على ولاية عهده :
قال الأصمعي : بينما انا أسامر الرشيد ذات ليلة إذ رأيته قد قلق قلقاً شديداً فكان يقعد مرة ويضطجع مرة ويبكي أخرى ثم أنشأ يقول :
< شعر > قلد امور عباد الله ذا ثقة مُوَحَّدَ الرأي لا نكس ولا برم واترك مقالة اقوام ذوي خطل لا يفهمون إذا ما معشر فهموا < / شعر > فلما سمعت منه ذلك علمت أنه يريد امراً عظيماً ، ثم قال لمسرور الخادم :
علي بيحيى ، فما لبث ان أتاه ، فقال : يا أبا الفضل ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات في غير وصية والإسلام جذع ، والايمان جديد ، وكلمة العرب مجتمعة ، قد آمنها الله تعالى بعد الخوف ، وأعزها بعد الذل ، فما لبث أن ارتدَّ عامة العرب على أبي بكر ، وكان من خبره ما قد علمت ، وإن أبا بكر صَيَّر الأمر الى عمر ، فسلَّمت الأمة له ، ورضيت بخلافته ، ثم صيرها عمر شُورى ، فكان بعده ما قد بلغك من الفتن حتى صارت الى غير أهلها ، وقد عنيت بتصحيح هذا العهد وتصييره الى من أرضى سيرته ، وأحمد طريقته ، وأثق بحسن سياسته ، وآمن ضعفه ووهنه ، وهو عبد الله ، وبنو هاشم مائلون الى محمد بأهوائهم ، وما فيه من الانقياد لهواه ، والتصرف مع طويته ، والتبذير لما حوته يده ، ومشاركة النساء والإماء في رأيه ، وعبد الله المرضي



[1] في نسخة : بالعافية .

352

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست