نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 313
فلما فرغت بيوت الأموال أتى ابو حارثة النهري خازن بيوت أمواله ، فرمى بالمفاتيح بين يديه ، وقال : ما معنى مفاتيح لبيوت فرغ ؟ ففرق المهدي عشرين خادماً في جباية الأموال [1] ، فوردت الأموال بعد أيام قلائل فتشاغل ابو حارثة النهري بقبضها وتصحيحها عن الدخول على المهدي ثلاثة أيام فلما دخل عليه قال : ما أخَّرك ؟ فقال : الشغل بتصحيح الأموال ، فقال : أنت اعرابي أحمق كنت تظن ان الأموال لا تأتينا إذا احتجنا إليها ، قال ابو حارثة : ان الحادثة إذا حدثت لم تنتظرك حتى توجه في استخراج الأموال وحملها ، وقيل : انه فرق في عشرة ايام من صلب ماله عشرة آلاف ألف درهم ، فعند ذلك قام شبة بن عقال على رأسه خطيباً فقال : وللمهدي أشباه ، فمنها القمر الزاهر ، والربيع الباكر ، والأسد الخادر ، والبحر الزاخر ، فأما القمر الزاهر فأشبه منه حسنه وبهاه ، وأما الربيع الباكر فأشبه منه طيبه وهواه ، وأما الأسد الخادر فأشبه منه غرته ومضاه ، وأما البحر الزاخر فأشبه منه جوده وسخاه . الخيزران وامرأة مروان بن محمد : وكانت الخيزران أم الهادي والرشيد في دارها المعروفة اليوم بأشناس ، وعندها أمهات اولاد الخلفاء وغيرهن من بنات بني هاشم ، وهي على بساط أرمني ، وهنّ على نمارق ارمنية ، وزينب بنت سليمان بن علي اعلاهن مرتبة ، فبيناهن كذلك إذ دخل خادم لها فقال : بالباب امرأة ذات حسن وجمال في أطمار رثة تأبى ان تخبر باسمها وشأنها غيركن ، وتروم الدخول عليكن ، وقد كان المهدي تقدم الى الخيزران بأن تلزم زينب بنت سليمان بن علي ، وقال لها : اقتبسي من آدابها ، وخذي من اخلاقها ، فإنها عجوز لنا قد أدركت اوائلنا ، فقالت الخيزران للخادم : ائذن لها ، فدخلت امرأة ذات بهاء وجمال في اطمار رثة ، فتكلمت فأوضحت عن بيان على لسان فقالوا لها : من أنت ؟ قالت : انا مزنة امرأة مروان بن محمد ، وقد أصارني الدهر الى ما ترين [2] ، وو الله ما الأطمار الرثة التي عليّ إلا
[1] في نسخة : في استحثاث الأموال . [2] في نسخة : وقد صار بي الدهر .
313
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 313