responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 314


عارية ، وانكم لما غلبتمونا على هذا الأمر وصار لكم دوننا لم نأمن مخالطة العامة على ما نحن فيه من الضرر على بادرة إلينا تزيل موضع الشرف ، فقصدناكم لنكون في حجابكم على أية حالة كانت ، حتى تأتي دعوة من له الدعوة ، فاغرو رقت عينا الخيزران ونظرت إليها زينب بنت سليمان بن علي ، فقالت لها : لا خفف الله عنك يا مزنة ، أتذكرين وقد دخلتُ عليك بحران وأنت على هذا البساط بعينه ، ونساء قرابتكم على هذه النمارق ، فكلمتك في جثة إبراهيم الإمام ، فانتهرتني وأمرت باخراجي ، وقلت : ما للنساء والدخول على الرجال في آرائهم ؟ فو الله لقد كان مروان أرعى للحق منك ، لقد دخلت اليه فحلف أنه ما قتله ، وهو كاذب ، وخيرني بين أن يدفنه أو يدفع إليَّ جثته ، فاخترت جثته ، وعرض عليَّ مالًا فلم اقبله ، فقالت مزنة :
والله ما نظن هذه الحالة أدنتني الى ما ترينه إلا بالفعال التي كانت مني ، وكأنك استحسنته فحرضت الخيزران على فعل مثله انما كان يجب ان تحضيها على فعل الخير وترك المقابلة بالشر ، لتحرز بذلك نعيمها ، وتصون بها دينها ، ثم قالت لزينب : يا بنت عم ، كيف رأيت صنيع الله بنا في العقوق فأحببت التأسي بنا ، ثم ولت باكية وكرهت الخيزران ان تخالف زينب فيها فغمزت الخيزران بعض جواريها ، فعدلت بها الى بعض المقاصير وأمرت بتغيير حالها والاحسان إليها ، فلما دخل المهدي عليها - وقد انصرفت زينب وكان من شأنه الاجتماع مع خواص حرمه في كل عشية - قصت عليه الخيزران قصتها ، وما أمرت به من تغيير حالها ، فدعا بالجارية التي ردتها ، فقال لها : لما رددتيها الى المقصورة ما الذي سمعتها تقول ؟ قالت : لحقتها في الممر الفلاني وهي تبكي في خروجها مؤتسية وهي تقرأ ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ، ثم قال للخيزران : والله والله لو لم تفعلي بها ما فعلت ما كلمتك ابداً ، وبكى بكاء كثيراً ، وقال : اللهم اني اعوذ بك من زوال

314

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست