responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 178


قال : يا أمير المؤمنين ، نزّه ربك [1] وعظمه بحيث ان يراك تجتنب ما نهاك عنه ولا يفقدك من حيث امرك به ، فبكى سليمان بكاء شديداً ، فقال له بعض جلسائه : اسرفت ويحك على أمير المؤمنين ، فقال له أبو حازم : اسكت فإن الله عز وجل أخذ الميثاق على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه ثم خرج ، فلما صار الى منزله بعث اليه سليمان بمال ، فرده ، وقال للرسول : قل له والله يا أمير المؤمنين ما ارضاه لك ، فكيف ارضاه لنفسي ؟ .
بين سليمان واعرابي :
وذكر إسحاق بن ابراهيم الموصلي قال : حدثني الأصمعي ، عن شيخ من المهالبة ، قال : دخل اعرابي على سليمان فقال له :
يا أمير المؤمنين ، اني اريد ان أُكلمك بكلام فافهمه ، فقال له سليمان : انا نجود بسعة الاحتمال على من لا نرجو نصحه ، ولا نأمن غشه ، وأرجو ان تكون الناصح جيباً ، المأمون غيباً ، فهات ، قال : يا امير المؤمنين ، اما إذ امنتُ بادرة غضبك فسأطلق لساني بما خرست به الألسن من عظتك تأدية لحق الله وحق أمانتك [2] ، يا أمير المؤمنين ، انه قد تكنَّفكَ رجال أساؤا الاختيار [3] لأنفسهم ، وابتاعوا دنياهم بدينهم ، ورضاك بسخط ربهم ، خافوك في الله ولم يخافوا الله فيك ، حرب للآخرة وسلم للدنيا ، فلا تأمنهم على ما يأمنك الله عليه ، فإنهم لم يأتوا الا ما فيه تضييع وللأمة خسف وعسف ، وأنت مسئول عما اجترموا ، وليسوا مسئولين عما اجترمت ، فلا تصلح دنياهم بفساد آخرتك ، فان أعظم الناس غبناً بائع آخرته بدنيا غيره ، فقال له سليمان : أما أنت يا أعرابي فقد سللت علينا لسانك ، وهو اقطع من سيفك ، فقال : اجل يا أمير المؤمنين ، لك لا عليك ، فقال سليمان : اما وأبيك يا اعرابي لا تزال العرب بسلطاننا لأكناف العز متبوئة ، ولا تزال ايام دولتنا



[1] في نسخة : عظم ربك وإياك أن يراك بحيث نهاك عنه ويفقدك من حيث أمرك .
[2] في نسخة : وحق إمامتك .
[3] في نسخة : وأساؤا الاحسان .

178

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست