نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 161
مات بدائه ثم أقبل عبد الملك يذم الدنيا فقال : إن طويلك لقصير ، وإن كثيرك لقليل ، وان كنا منك لفي غرور ، ثم اقبل على جميع ولده فقال : أوصيكم بتقوى الله فإنها عصمة باقية ، وجُنة واقية ، فالتقوى خير زاد ، وأفضل في المعاد ، وهي احصن كهف ، وليعطف الكبير منكم على الصغير ، وليعرف الصغير حق الكبير مع سلامة الصدور ، والأخذ بجميل الأمور ، وإياكم والبغي والتحاسد ، فيهما هلك الملوك الماضون ، وذوو العز المكين ، يا بنيّ أخوكم مسلمة نابكم الذي تفترون عنه ، ومجنكم الذي تستجنون به ، اصدُروا عن رأيه ، وأكرموا الحجاج فإنه الذي وطأ لكم هذا الأمر ، وكونوا أولادا ابراراً ، وفي الحروب احراراً ، وللمعروف مناراً ، وعليكم السلام . وسأله بعض شيوخ بني أمية - وقد فرغ من وصية اولاده هذه - قال : كيف تجدك يا أمير المؤمنين : قال : كما قال الله عز وجل : ( ولقد جئتمونا فرَادى كما خلقناكم أول مرة ، وتركتم ما خلوناكم وراء ظهوركم ) الى قوله ( وما كنتم تزعمون ) فكان هذا آخر كلام سمع منه . فلما قضى سجّاه الوليد ، ثم صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال : لم أر مثلها مصيبة ، ولا مثلها نعمة ، فقدت الخليفة ، وتقلدت الخلافة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون على المصيبة ، والحمد لله رب العالمين على النعمة ، ثم دعا الناس الى بيعته فبايعوا ، ولم يختلف عليه أحد . موت عبيد الله بن العباس : ومات في أيام الوليد عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ، وذلك في سنة سبع وثمانين ، وكان جواداً كريماً ، وذكر أن سائلًا وقف عليه فقال له : تصدق مما رزقك الله ، فإني نبئت ان عبيد الله بن العباس أعطى سائلا ألف درهم واعتذر اليه ، فقال : وأين أنا من عبيد الله ؟ قال له : وأين أنت منه في الحسب أم في كثرة المال ؟ قال : فيهما
161
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 161