نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 162
جميعاً ، قال : إن الحسب في الرجل مروءته وحسن فعله ، فإذا فعلت ذلك كنت حسيباً ، فأعطاه ألفي درهم واعتذر اليه ، فقال له السائل : إن لم تكن عبيد الله فأنت خير منه ، وإن كنت هو فأنت اليوم خير منك أمس ، فأعطاه ألفاً أيضاً ، فقال : لئن كنت عبيد الله إنك لأسمح أهل دهرك ، وما إخالك إلا من رهطٍ فيهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسألك با لله أأنت هو ؟ قال : نعم ، قال : والله ما اخطأت إلا باعتراض الشك بين جوانحي ، وإلا فهذه الصورة الجميلة والهيئة المنيرة لا تكون إلا في نبي أو عترة نبي . وذكر أن معاوية وصله بخمسمائة ألف درهم ، ثم وجَّه له من يتعرَّف له خبره فانصرف اليه فاعلمه أنه قسمها في سُمَّاره وإخوانه حصصاً بالسوية ، وأبقى لنفسه مثل نصيب أحدهم ، فقال معاوية : إن ذلك ليسوءني ويسرني ، فأما الذي يسرني فإن عبد مناف والده ، وأما الذي يسوءني فقرابته من أبي تراب دوني . قال المسعودي : وقد قدمنا خبر مقتل ابني عبيد الله فيما سلف من هذا الكتاب ، وهما عبد الرحمن وقُثَم ، وما رثتهما به أمهما أم حكيم جويرية بنت فارط [1] بن خالد الكنانية . عبيد الله بن العباس وبسر بن أرطاة : وقد كان عبيد الله بن العباس دخل يوماً على معاوية وعنده قاتلهُما بُسْرُ بن أرْطاة العامري ، فقال له عبيد الله : أيها الشيخ أنت قاتل الصبيين ؟ قال : نعم ، قال والله لوددت : أن الأرض أنبتتني عندك يومئذٍ ، فقال له بسر : فقد أنبتتك الساعة ، فقال عبيد الله : ألا سيف ، فقال بسر : هاك سيفي ، فلما هوى عبيد الله الى السيف ليتناوله قبض معاوية ومن حضره على يد عبيد الله قبل أن يقبض على السيف ، ثم أقبل