نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 361
رؤوسهم الطير ، وعن يمينه شاب حسن الوجه ، وعن يساره شاب حسن الوجه ، وبين يديه شاب مثلهما ، قلت : من هؤلاء ؟ قيل : هذا علي ابن أبي طالب ، وهذان الحسن والحسين عن يمينه وشماله ، وهذا محمد ابن الحنفية بين يديه معه الراية العظمى ، وهذا الذي خَلْفه عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب ، وهؤلاء ولد عقيل وغيرهم من فتيان بني هاشم ، وهؤلاء المشايخ هم أهل بدر من المهاجرين والأنصار . فساروا حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية ، فصلى أربع ركعات ، وعفر خديه على التراب ، وقد خالط ذلك دموعه ، ثم رفع يديه يدعو : اللهم رب السموات وما أظلت ، والأرضين وما أقلت ، ورب العرش العظيم ، هذه البصرة أسألك من خيرها ، وأعوذ بك من شرها ، اللهم أنزلنا فيها خير منزل وأنت خير المنزلين ، اللهم إن هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي ، وبغوا علي ، ونكثوا بيعتي ، اللهم احقن دماء المسلمين . وبعث إليهم من يناشدهم الله في الدماء ، وقال : عَلَامَ تقاتلونني ؟ فأبوا إلا الحرب ، فبعث إليهم رجلا من أصحابه يقال له مسلم معه مصحف يدعوهم إلى الله ، فرموه بسهم فقتلوه ، فحمل إلى علي وقالت أمه : < شعر > يا ربِّ إن مسلماً أتاهم يتلو كتاب الله لا يخشاهم فَخضَّبُوا من دمه لحاهم وأمه قائمة تراهم < / شعر > مبدأ القتال : وأمر علي رضي الله عنه أن يصافُّوهم ، ولا يبدأ وهم بقتال ، ولا يرموهم بسهم ولا يضربوهم بسيف ولا يطعنوهم برمح ، حتى جاء عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي من الميمنة بأخ له مقتول ، وجاء قوم من الميسرة برجل قد رمي بسهم
361
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 361