نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 360
الناس ومعه راية ، فقلت : من هذا ؟ فقيل لي : أبو قَتَادة بن ربعي ، ثم مر بنا فارس آخر على فرس أشهب عليه ثياب بيض وعمامة سوداء قد سَدَلها من بين يديه ومن خلفه شديد الأدمة عليه سكينة ووقار ، رافع صوته بقراءة القرآن ، متقلد سيفاً متنكب قوساً ، معه راية بيضاء في ألف من الناس مختلفي التيجان ، حوله مشيخة وكهول وشباب كأنما قد أوقفوا للحساب ، أثَرُ السجود قد أثر في جباههم ، فقلت : من هذا ؟ فقيل : عمار بن ياسر في عدة من الصحابة من المهاجرين والأنصار وأبنائهم ، ثم مر بنا فارس على فرس أشقر عليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء وعمامة صفراء ، متنكب قوساً متقلد سيفاً ، تخط رجلاه في الأرض في ألف من الناس الغالبُ على تيجانهم الصفرة والبياض معه راية صفراء ، قلت : من هذا ؟ قيل : هذا قيس بن سعد ابن عُبَادة في عدة من الأنصار وأبنائهم وغيرهم من قحطان ، ثم مر بنا فارس على فرس أشهل ما رأينا أحسن منه ، عليه ثياب بيض وعمامة سوداء قد سَدَلها من بين يديه بلواء ، قلت : من هذا ؟ قيل : هو عبد الله بن العباس في وفده وعدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تلاه موكب آخر فيه فارس أشبه الناس بالأولين ، قلت : من هذا ؟ قيل : عبيد الله بن العباس ، ثم تلاه موكب آخر فيه فارس أشبه الناس بالأولين ، قلت : من هذا ؟ قيل : قُثَم بن العباس ، أو معبد بن العباس ، ثم أقبلت المواكب والرايات يقدم بعضها بعضاً ، واشتبكت الرماح ، ثم ورد موكب فيه خلق من الناس عليهم السلاح والحديد مختلفو الرايات في أوله راية كبيرة يقدمهم رجل كأنما كُسِرَ وجُبِرَ ، قال ابن عائشة : وهذه صفة رجل شديد الساعدين نظره الى الأرض أكثر من نظره الى فوق ، كذلك تخبر العرب في وصفها إذا أخبرت عن الرجل أنه كسر وجبر كأنما على
360
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 360