responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 321


ومن كلام الفضيل : إذا أحب الله تعالى عبداً أكثر غمه ، وإذا أبغض الله عبداً وسع عليه دنياه ، وقال : لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي لأحاسب عليها ، لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن يصيب ثوبه ، وقال ترك العمل لأجل الناس رياء ، والعمل لأجل الناس شرك ، وقال لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام ، لأنه إذا صلح الامام أمن البلاد والعباد . وقال أبو علي الرازي : صحبت الفضيل ثلاثين سنة ، ما رأيته ضاحكاً ولا متبسماً الا يوم مات ابنه علي ، فقلت له في ذلك : فقال : ان الله تعالى أحب أمراً فأحببت ذلك الأمر ، وكان ولده المذكور شاباً محبباً من كبار الصالحين . وقيل للفضيل : ان ابنك علياً يقول : وددت أني في مكان أرى الناس من حيث لا يروني ، فبكى وقال : يا ويح علي ، ليته أتمها فقال : لا أراهم ولا يروني . وكان ابن المبارك يقول : إذا مات الفضيل ارتفع الحزن من الدنيا ، وهو معدود من الجماعة الذين شغفتهم محبة الله . ومناقب الفضيل كثيرة مشهورة ، وسيرته بين الخلق جميلة مشكورة ، ومولده بسمرقند ، وقيل بغيرها من بلاد العجم وقدم الكوفة ، وسمع الحديث بها ، ثم انتقل إلى مكة فجاور بها إلى أن مات ، وقبره فيها مزور مشهور . قلت : و المشهور من كلام المشايخ في كتب السلوك أنه كان في أول أمره شاطراً يقطع الطريق ، وكانت سبب توبته أنه عتق جارية فبينا هو يرتقي الجدار إليها سمع تالياً : " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " - الحديد : 16 - فقال : بلى يا رب قد آن ، فرجع وأواه الليل إلى خربة ، فإذا فيها رفقة ، فقال بعضهم : نرتحل وقال بعضهم : حتى نصبح فان فضيلاً على الطريق يقطع علينا ، فتاب الفضيل وأمنهم . وروي أنه قال للرشيد : يا حسن الوجه ، أنت الذي أمر هذه الأمة في يدك وعنقك لقد تقلدت أمراً عظيماً ، فبكى الرشيد ثم أعطى كل واحد من الأولياء والعلماء الحاضرين بدرة ، فكل قبلها إلا الفضيل ، فقال له الرشيد : يا أبا علي ، ان لم تستحل أخذها فأعطها ذا دين ، أو أشبع بها جائعاً ، أو إكس بها عارياً ، فاستعفاه منها : قال الراوي وهو سفيان بن عيينة : فلما خرجنا قلت له : يا أبا علي أخطأت أن لا أخذتها وصرفتها في أبواب البر ، فأخذ بلحيتي ثم قال ، يا أبا محمد ، أنت فقيه البلد والمنظور إليه ، وتغلط مثل هذا الغلط ، لو

321

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست